أسلوبٌ آسرٌ لتقديم الأزياء الفاخرة في عالمٍ شبيه بالأحلام

6

بدون مقدمات، نؤكد لكم أنه من المستحيل أن يكون عالم الأزياء حالماً أكثر من هذا في أي بقعةٍ من بقاع الأرض.

مرحباً بكم إلى العالم الجديد المذهل لماركة Net-A-Porter وإلى الثنائي المؤلف من الزوج Ian والزوجة Fiona Livingston-مالكَي وكالة Studiofibre للتصميم- من ورائه.

حيث أكملت شركة Studiofibre للتصميم في المملكة المتحدة مقراً جديداً غربي لندن لماركة الأزياء الشهيرة Net-A-Porter. هذه الماركة التي تعد أهم بائع تجزئة على شبكة الإنترنت في مجال الأزياء الفاخرة في العالم، وهي الآن واحدةٌ من الشركات الأسرع نمواً على نطاق المملكة المتحدة.

فبالانتقال من منطقة Whiteleys إلى منطقة Westfield، كان على ملَّخص المشروع ألا يكون مجرد مساحةٍ مكتبيةٍ، وإنما بيئة عملٍ أكثر تقدماً تشكِّلُ مزيجاً من المكاتب واستديوهات التصوير ومساحات بيع التجزئة والفعاليات الهامة.

وبما أن هذه العلامة التجارية تمتلك حضوراً ذكورياً قوياً مع رقةٍ وصفاءٍ أنثويٍّ، كان من الضروري جداً بالنسبة إلى خطة التصميم أن تؤكد على الحفاظ على جوهر هذه العلامة التجارية. فمن وجهة النظر العملية، يتطور نموذج الشركة باستمرارٍ مع تزايد أعداد الموظفين. ومع التركيز على هذه الفكرة، كان من المهم أن يتم خلق بيئةٍ مرنةٍ تستطيع أن تستوعب مثل هذا التغيُّر السريع.

تم اختيار موقع المشروع في “صندوق الترفيه” في Westfield، الذي كان من المقرر تحويله إلى مسبحٍ ومركزٍ رياضي، وتم تقديمه كهيكلٍ خالٍ من العناصر الهندسية التقليدية، ليبدو وكأنه “هنغار طائراتٍ” ضخم وعميق مع سقفٍ بارتفاع عشرة أمتار.

الجدير بالتقدير فعلاً هو القدرة على إنجاز هذا المشروع على الرغم من أن الإطار الزمني والميزانية قد كانا قاسيين جداً، حيث توجَّب على المصممين إكمال مساحة 44,000 قدم مربع بدءاً من الهيكل وحتى التشطيبات النهائية المميزة، بمعدل 60 جنيه استرليني للقدم المربع الواحد (بما فيها الأثاث) في غضون ثمانية أشهرٍ فقط.

فكان الحل أن يتم ابتكار “أرض عجائبٍ في بيئة عمل” تستغل الطبيعة “غير التقليدية” للموقع (من دون استخدام عناصر المكاتب النموذجية) لتحتضن بيئة العمل المتطورة، بينما تبني تجسيداً ثلاثي الأبعاد لعلامة Net-A-Porter التجارية في الوقت عينه.

من أجل تحقيق هذا الهدف، تم استخدام أسقف قماشية مقببة وملساء ومجموعاتٍ كبيرة من الأضواء المعاصرة الموصَّى عليها خصيصاً وثريات زجاجية من علامة Murano التجارية الأنيقة، وأبواب شاهقة مزخرفة هائلة الحجم وقطع أثاثٍ منحوتة موصّى عليها خصيصاً، بالإضافة إلى مزيج من التشطيبات اللمَّاعة والباهتة التي تغمر أبعاد المكان بمجموعة ألوان مختلفة مُطفَئة اللمعة وأحادية اللون، هذا عدا عن مجموعةٍ مختارةٍ بعنايةٍ من الأثاث المُراعي للميزانية، وسجاد بمواصفاتٍ بسيطةٍ جداً وتشطيباتٍ مطليةٍ.

على المستوى الإنشائي، تم خلق طابقَي ميزانين جديدين، كلٌّ مع سلَّمه الخاص جريء الشكل لتقديم توزيعٍ أفضل وأكثر متعةً للحركة في أرجاء المكان، بينما تحوم غرفة اجتماعٍ زجاجيةٍ عائمةٍ عند المدخل إلى القاعة الرئيسية، لتقدم مناظر شاملة ورائعة عبر مشهد بيئة العمل، يليها نحتٌ ضخمٌ من درجات السلم لتحديد سياق منطقة المسرح في مركز المكان.

الجميل في هذا المكان هو خاصية تنوع التجارب، حيث يمكن ليوم عملٍ عادي في Net-A-Porter أن يتضمن موعداً في جناح المشترين المزخرف والمختار بعناية، وجلسة تفكيرٍ جماعي في “غرفة المعيشة”، وحديثاً لطيفاً غير رسمي عند بار الخدمة الذاتية في المنطقة الأمامية من المبنى، تحت الملقف والسقف المزخرف (المأخوذ من السقف الأصلي للقباب السائدة في Whiteleys) أو في إحدى الحُجُرات الوثيرة الشبيهة بطراز “حُجُرات تناول الطعام في القطارات”.

سواءً أسرقت دقيقة هادئة تحت “غطاء” الكراسي القوطيِّة التأمليّة في “المكتبة” أو جلست على درجات “المسرح” مع خلفيةٍ من عروض الأزياء المعروضة على جدارٍ بحجم شاشة السينما، يبقى الخليط بين الثنائيات المتناقضة (الكلاسيكي/الأقل قيمةً، التقليدي/المعاصر)، سواءً في صيغة تفاصيل التشكيل المجزَّأة إلى شرائح أو في الكسوة بالألواح هائلة الحجم وأحجام الأبواب، يبقى واضحاً دوماً ليذكِّرنا بأننا في صميم عصرٍ جديد تقوده التكنولوجيا التي تشكل عالم الموضة في يومنا هذا.

السؤال موجَّهٌ إليكم الآن، هل سبق أن رأيتم مكاناً خيالياً كهذا يحتفي بالموضة أو يقدّمها بمثل هذه الطريقة الآسرة؟

إقرأ ايضًا