تصميم مركز لألعاب الكمبيوتر آتٍ من المستقبل

2

في محاولةٍ لإغراء الجيل الشاب بخوض العوالم المستقبلية المجهولة، تقدم شركة أبيلرادو غونزالس المعمارية السويدية مشروعاً جديداً لمركز ألعاب كمبيوتر يتسم بطابعٍ مظلمٍ ومتناقضٍ في مدينة Malmö السويدية، عملت عليه لصالح شركة جنة اللاعبين Gamers Paradise القابضة التي تدير مراكز الألعاب من مقرها في ستوكهولم.

تعتمد فكرة المشروع على المستقبل والاحتمالات اللامتناهية، إذ تبدأ الرحلة المثيرة إلى المستقبل لحظة الدخول من الباب الزجاجي الضخم، إذ يمر الزائر عبر نفقٍ ضيِّق شديد الإنارة وبوابةٍ وآلة توقيت تربط بين العالمين. فيتم هنا خلق مشاعر تتعلق بالمستقبل من دون الاستعانة بعناصر عالية التقنية، وإنما بمساحةٍ قويةٍ واضحة المعالم.

أما المساحة الداخلية، فهي عبارة عن عالم مثيرٍ للخيال والرعب في آنٍ معاً، حتى أن أجواء المكان تشبه إلى حدٍ بعيد الأجواء الافتراضية في ألعاب الكمبيوتر، حيث تهرب من مكانٍ إلى آخر أو تطارد شيئاً ما. فهي مساحةٌ يكون عليك أن تتنقل عبرها لتجد مكانك وآلتك، مدركاً أن هناك أشخاص آخرين في المكان ولكنك مع ذلك لا تراهم بوضوح، فهم مختبئون هنا وهناك وراء شاشات حواسيبهم في عالمهم الافتراضي الخاص.

تتجسد الوظيفة الأهم التي يؤديها هذا المكان في تحفيز مشاعر الجيل الجديد وإغرائهم بدخول العالم المجهول، بالإضافة إلى جعل اللقاءات العفوية وغير المتوقعة بين الزوار تقود إلى مستقبلهم وتؤثر فيه، فالهواء والمساحة والحرية واللامحدودية، جميعها تشكّل عناصر قوية مُستَخدَمة من أجل اختراق الفضاء الافتراضي.

أما التركيز الأساسي للمشروع فينصبّ على التناقض على جميع المستويات، فمع نظام الضوء الفعال المؤكِّد على التناقض، يتم خلق التلاعب بين الظلمة والنور وبين الألوان الباهتة والأخرى القوية.

كما تظهر التناقضات بين المواد الباردة والدافئة والرقيقة والقاسية، وبين الأجواء المغلقة المخيفة والأجواء المبهجة، وبين ما هو افتراضي وما هو واقعي.

بوصفٍ دقيقٍ، يمكن القول بأن هذا المكان يمثِّل مجتمعاً مثالياً ومزيجاً بين الماضي والمستقبل في نفس الوقت. حتى أنه يمكن الشعور بإحساس المطر الحمضيّ في الخارج وبظلامٍ دائمٍ في مدينة مأهولةٍ بمواطنين مجهولي الهوية يختفون في فضاء لعبةٍ حاسوبية.

كما يمكن القول بأن المكان عبارة عن سلسلة فراغية تمتد من النفق المنظوم الضيق عبر منطقة الاستقبال المحتوية على مكتب استعلامات إسمنتي وآلات أوتوماتيكية من الفولاذ الصلب. تليها حُجرة اتصال طويلة تقدم المعلومات اللازمة لإرشاد الزوار إلى كلٍّ من البوابة والكمبيوتر المخصصة لهم. ومن بعدها تأتي المنطقة المظلمة المزودة بـِ 120 جهاز كمبيوتر جاهزة للإقلاع.

ومن مزيجٍ من المعلومات والنصوص المكتوبة وشاشات التلفاز والأصوات والموسيقى، بالإضافة إلى الإسمنت والشبكة المعدنية والمعدن والسجاد والجدران البرتقالية، يتكون جو المكان المثير.

الطريف في التصميم أن ألوان المركز تعتمد جميعاً على مجموعة الألوان المستخدمة في موقع شركة Gamers Paradise، وهي الأخضر والأسود والبرتقالي والرمادي. أما على صعيدٍ آخر، فتتبع الإنارة نفس مفهوم التناقض، حيث يُزوَّد نفق المدخل بضوء نيونٍ أخضر وأضواء أنبوبيةٍ بيضاء مركَّبةٍ بطريقةٍ منتظمةٍ في السقف والجدار بالقرب من الأرضية.

كما يتكرر هذا الإيقاع المنتظم في الجدار العاكس, لتُنَار منطقة الاستقبال بأضواء صغيرةٍ تظهر المناطق كمكتب استعلامات وآلات أوتوماتيكية.

بينما توجد طاولات إسمنتية مرتفعة محدَّدة بأضواء مُركَّزة في المدخل الطويل. وقد تم تصميم هذه الطاولات لتكون أشبه بـ بارات عفويةٍ يجتمع حولها زوار المركز لتناول الشراب أو الوجبات الخفيفة من الآلة الميكانيكية الموضوعة خلف الجدران البرتقالية.

من ناحيتها، تمتلك قاعة الاتصال الطويلة إشاراتٍ ضوئيةً تُظهِر الطريق إلى بوابات الكمبيوتر المختلفة، بينما تتلون الجدران الإسمنتية الرمادية بالأخضر بواسطة أضواء متوهجة.

أما في الحمَّامات، تتم إنارة مقعد المرحاض والمغسلة في كل حُجرةٍ مستقلةٍ بواسطة ضوءٍ مُركَّز. في حين يتم تجهيز الباب المؤدي إلى الحُجرة المخصصة للمعاقين بواسطة ضوءٍ أبيضٍ متوهجٍ كبير.

ختاماً نشير أنه قد اكتملت أعمال المركز عام 2005 على مساحة 920 متر مربع من أراضي مدينة Malmö السويدية، ليتحول هذا المكان إلى رمزٍ للغموض والمتعة والإثارة.

إقرأ ايضًا