حلم الأطفال الفني والتعليمي يتحقق في باريس

0

أوردنا مؤخراً تصميماً للفرنسي Mathieu Lehanneur الذي أبدع في تصميمه لمختبرٍ مجنونٍ في فرنسا، والآن وبفضله يمكن للأولاد الذين يزورون مركز Pompidou في باريس أن يستمتعوا بالانضمام إلى ورشات العمل في المركز التعليمي الذي تم افتتاحه مؤخراً.

وبحمله لاسم L’Atelier des Enfants (ورشات عمل الأطفال) واستيحائه من منتزهات التزلج، يمتلئ المكان بالأسطح البيضاء التي تنحني داخل بعضها البعض. حيث سيتم استخدام هذه المساحات من أجل المشاريع الفنية والحرفية والرقص ومشاريع الفيديو. كما يمتلك هذا المركز التعليمي منطقة مخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 سنوات، ومساحة أخرى للأطفال بين عمر 6-12، وحمّام وردهة مدخل.

تم تشغيل هذا المركز ابتداءً من 10 تموز في مركز Pompidou في المنطقة الجديدة المصممة من قِبل Mathieu Lehanneur. وهو يقدم الآن موقعاً أوسع بكثير (300 متر مربع) يعتبر مكيَّفاً بشكلٍ أفضل من أجل النشاطات الخاصة بالأطفال بين عمر 2 و 12 عام. ومع زواياه الدائرية، وفي تلميحٍ مباشر إلى منتزه التزلج كمشهدٍ ترفيهي، أكدت معاينة السبت الماضي على السهولة المرحة التي أصبح فيها الأطفال منغمسين في قلب هذا المكان!

وهنا يقول مصمم المكان: أردت أن أمنح الأطفال انطباعاً مباشراً لدى الدخول إلى “Ateliers”، انطباعاً بأنهم يدخلون منطقةً من دون حدود أو قيود. وأردتهم أن يشعروا وكأنهم على صفيحةٍ بيضاء ضخمة تحتاج إلى أن يتم ملؤها. ففي جميع مخططاتي الأولى، تصورت في عقلي منتزه تزلج للأطفال الفنانين، يكون بمثابة مساحة عنصر يتم اختبارها كلعبة وتكون مختلفة جداً عن عالم المدرسة. فالأرضيات والجدارن تمتزج ببعضها هنا ويمكن أن يتم ملئ أي شيء. فهنا يتوفر كل شيء ضروري للإبداع ولكن لاشيء من هذا يمكن رؤيته بوضوح. هذا بالإضافة إلى أن المناطق منفتحة جداً على بعضها بحيث يحتاج كل شيئ إلى أن يتم ابتكاره.

هذا وتضم ورشات عمل الأطفال ثلاثة مناطق هي: منطقة ورشة عمل مخصصة للأطفال الأصغر سناً (بين 2 و 5 سنوات)، ومنطقة “ورشة عمل حول فنان” للأطفال بين 6 و12 سنة، وأخيراً، منطقة متعددة الأهداف. وبتصميمها وتجهيزها لتستوعب أي نوع من الأنشطة (الأشغال العملية على الأرض والجدارن وفي الفراغ والتركيبات السمعية والبصرية وجلسات تصميم الرقصات)، تتضمن هذه المناطق مدخلاً آمناً ومنطقة استراحة وغرفة لاستقبال الأطفال والترحيب بهم. ومن أجل هذه الغرفة الأخيرة بالتحديد، قام المصمم بخلق أماكن جلوس جدارية متصلة وفجوات وجدار “الأحاسيس”، حيث يكون كل ما يحتاجه الأطفال تحت تصرفهم، تحت إشراف المرشدين الذين يساعدونهم على تحفيز إبداعهم.

لأنه كان صرحاً رائداً في عام 1977، تمت مراقبة مركز Pompidou منذ ذلك الحين والاقتداء به من قبل جميع المتاحف الكبرى حول العالم من أجل سياسته التأملية وبرامجه الخاصة بالأطفال. ولكونه حلماً فنياً تعليمياً للأطفال بين أعمار 2-12عام، يستطيع مركز Pompidou أن يجدد دائماً هذه الحقيقة المتجسدة في التجربة الحياتية الواقعية للأنشطة والأعمال الفنية. والدليل الأكبر على هذا النجاح هو استضافة ورشات العمل في مركز Pompidou فكل عام يحاول حوالي 23,000 طفل تجريب تقنيات فنية مختلفة وتعلُّم كيفية الانغماس في عالم الفنانين.

إقرأ ايضًا