أجواء سريالية في متجر أزياء هونغ كونغي

12

عندما يتحد التصميم العمراني المبدع مع تصميم الأزياء الأكثر إبداعاً سويةً مع الإبداع السينمائي الخلاّق، تكون النتيجة متجرٌ بنفحاتٍ إنكليزيةٍ على أرضٍ آسيويةٍ في قلب هونغ كونغ.

مزيجٌ غريبٌ حقاً، إلا أنه ناجحٌ بكل المقاييس.

حيث قام استديو Daytrip اللندني بتصميم أول متجرٍ خاصٍ بمصمم الأزياء الإنكليزي Gareth Pugh الذي يعمل حالياً في باريس. يتميز هذا المتجر بتركيب حوامل عرض مطاطيّة وحُجرة مبطَّنة. أما غرفة تبديل الملابس فهي الأجمل، إذ تم تنفيذها بحيث تكون مغطاة بقطع جلديةٍ رمادية اللون ومثلثة الشكل.

والجزء الأكثر لفتاً للنظر هو شاشة عرض LED المتطورة التي تُظهِر تعاونات Pugh السينمائية مع الفنان التلفزيوني والسينمائي Ruth Hogben، فتنعكس باستمرارٍ على الزجاج العاكس الذي يغطي الجدران الأخرى.

من وجهة نظرٍ أخرى، يمكن القول بأنه قد تم تصميم هذه المساحة لعرض إبداعات Gareth في مكعبٍ مزوَّدٍ بالزجاج قاتم اللون. لتأتي السمة المسيطرة على المكان متمثلة في جدار LED الممتد من الأرضية وحتى السقف، هذا الجدار الذي سيؤدي إلى خلق جوٍ سينمائي خاصٍ يتجلى في انعكاساتٍ لا محدودةٍ على جميع جوانب متجر بيع التجزئة هذا.

وبينما يجري عرض إبتكارات Pugh بصرياً عبر المساحة، يتم عرض ثيابه في فجواتٍ جداريةٍ مضاءةٍ من الجوانب ومكسوَّة بالمطاط، في حين تستقر إكسسواراته الجلدية على صناديق ضوئيةٍ مطاطيةٍ مشطبَّةِ الحوافّ تتمركز في وسط المكان.

كما تشكل التناقضات بين سمات “المنير والمظلم” و “الباهت واللمَّاع” أفكاراً رئيسيةً قويةً في التصميم. وتتمثل إحدى أقوى وأهم هذه التناقضات في غرفة تبديل الملابس ذات القطع الجلدية رمادية اللون المثلثة الناعمة التي تعكس بوضوحٍ إنارةً خارجيةً قويةً.

على جانبٍ آخر، تقوم المرايا ذات الزوايا بعكس النموذج الهندسيّ مؤكِّدةً على الإحساس بالاضطراب في الحُجرة المبطَّنة.

ولخلق الطابع الراقي والأنيق لماركة Gareth، تم تشطيب واجهة المتجر بمطاطٍ أسود باهت اللون يظهر من خلالها شعاره عبر النافذة، ليصبح التأثير العام منظر علامةٍ تجاريةٍ مذهلةٍ يُرى من الشارع مع خلفيةٍ سينمائيةٍ متغيرةٍ باستمرار.

عن هذا المشروع، يقول السيد Iwan Halstead المدير الإبداعي في استديو Daytrip: أتى الإلهام الأوَّل للمتجر من محادثاتنا مع Gareth حول فيلم “ساحرات إيستويك” من إخراج George Miller الذي عُرِض عام 1987، وحول عمله مع استديو Showstudio المتخصص في عالم الأزياء، بعد أن شاهدنا معاً فيديو Busta Rhymes من إخراج Hype William وبعض المواد الأخرى، إلى أن شعرنا أننا نمتلك أخيراً فكرةً قويةً تعكس طريقة التفكير الفلسفية والتوجُّه العام الكامن وراء ماركة Gareth.

تتجلى النتيجة النهائية لهذا الإبداع في خلق مساحةٍ جذابةٍ تصوِّر عالماً من الموضة المبتكرة التي ستحدث ثورةً في مجال التصميم الراقي لمتاجر الألبسة الفاخرة.

إقرأ ايضًا