ماذا عن مدينة مصدر في أبو ظبي؟؟

4

في تجربةٍ فريدةٍ لا تعيشها إلا في الإمارات العربية المتحدة، تجد مدناً تنشأ من العدم. ففي عام 2006 بدأت مدينة المصدر بالظهور بحلمٍ كبير لتكون أول مدينةٍ في العالم خالية من الكربون.

وتعّد حكومة أبو ظبي المحرك الرئيسي الذي يعمل على إثمار خطة إنشاء مدينة المصدر. وكتشاركٍ بين الحكومة والمؤسسات الخاصة، تتطور المدينة تماشياً مع خطة الإمارات في خلق بيئةٍ متنوعةٍ ليس صناعياً فقط، ولكن على أسسٍ علميةٍ أيضاً.

ومن الجدير ذكره أنه قد تم دفع جزءٍ من تكاليف المشروع باستثمار فتح مؤسسة المصدر للعلوم والتكنولوجيا MIST والتي استقبلت أول دفعة طلابٍ فيها في سبتمبر الماضي.

وتتضمن الخطة الرئيسية للمدينة خطوات إنشائها ضمن نظامٍ بيئيٍّ خالٍ من الكربون، حيث كان من المعروف بالنسبة للمصممين خلال عملهم على الخطة الرئيسية أن جودة التصميم وشكله لهما تأثيرٌ كبيرٌ على طريقة عيش الناس وتفاعلهم مع المكان.

وفي هذا الصدد يقول السيد Jürgen Häpp وهو شريكٌ مؤسس في شركة Foster + Partners وأحد أعضاء فريق التصميم للخطة الرئيسية للمدينة: أعتقد أن المسألة هي كيف سيكون شكل المدينة النهائي. فكيفية عيش الناس في المدينة يعتمد على كيف قمت بتخطيطها وتنظيمها. بالإضافة لكون حركة السير حول المنطقة ستؤثر عليها في وقتٍ لاحق.

ويضيف قائلاً: إن أحد أساسيات تصميم مدينةٍ مستدامةٍ هو امتلاك مخططٍ مرن. مع خطوطٍ عريضةٍ يمكنها التكيف والتأقلم مع المتطلبات التي تكون مجهولةً بادئ ذي بدء ثم لا تكاد تظهر واحدةً تلو الأخرى أثناء التنفيذ.

وقصةٌ أخرى كان لابد من أخذها بعين العتبار وهي أن لا يحتوي تخطيط المدينة على مساحاتٍ تسمح بركن سيارة، وهذا ما سيحث الناس على المشي أو استخدام وسائل النقل العام بما أن الهدف هو مدينة خالية من الكربون.

وهنا يعلق Häpp قائلاً: قد عدنا بالتاريخ للوراء لنتعلم منه، ودرسنا أبعاد المدن القديمة وتخطيطها. ووجدنا أن هذه المدن نجحت بحثّ الناس على المشي لتقارب المباني من بعضها وتظليلها بعضها البعض.

وفي هذه المدن القديمة، كحلب في سوريا، تغري الأجواء العامة والمناخ الناس بالمشي، وفي حالة تخطيط مدينةٍ كمدينة المصدر تتجه الآراء لتضييق الشواع مع مبانٍ متقاربة وبارتفاعاتٍ مختلفة وتفريغاتٍ تسمح للهواء أن يتدفق ويتغلغل بين أرجائها.

كما أن إجبار السيارات بأن تتخذ الطرق الخارجية للمدينة يعتبر خطوةً إيجابيةً كبداية، وبتطبيق نظام “PRT” وهو استخدام وسائل النقل العامة، ستحقق المدينة الهدف في أن تكون بيئيةً مستدامةً تنتج عنها أقل نسبة كربون على الإطلاق.

ولكن إن كان الهدف هو أن يكون إنتاج الكربون يساوي الصفر؛ فإن تفاصيل أكثر كان لابد من مراعاتها. وهذا ما تعتمده خططٌ جديدةٌ في الأفق لإنشاء مدنٍ خضراء اعتماداً على هذا التخطيط الناجح لمدينة المصدر.

إقرأ ايضًا