أصوات طبول الحياة تصدح في الرياض!

10

بالتزامن مع الكثافة السكانية المتسارعة التي باتت تميز مدينة الرياض تبعاً للولادات المتكررة في أفراد العائلة الواحدة، وظاهرة الهجرة الداخلية إلى العاصمة الأم، ناهيكم عن الأعداد الهائلة من المغتربين القادمين للعمل في المملكة العربية السعودية، أصبح المنزل أو المركز التجاري الذي يؤمن حاجيات أبناء هذه العائلة الكبيرة مطلباً ملّحاً لكافة السكان، فهل يا ترى تمت الاستجابة لمثل هذا المطلب؟

نعم ولحسن الحظ، فقد استطاعت العاصمة السعودية الهرب من مأزق الأزمة العالمية والاقتصاد المنخفض نسبياً فما زالت مشاريع الإنشاء تقوم على أراضيها، حيث تم الإعلان مؤخراً ونقلاً عن لسان Jones Lang La Salle وهو الشخصية الأبرز في شركة الخدمات العقارية العالمية، بأن هناك حوالي 904,000 وحدة سكنية مبنية في الرياض فقط في عام 2009.

وعلى أية حال، فقد تم الإعلان عن العديد من المشاريع الجديدة منذ تلك الفترة، والتي من شأنها تزويد المدينة بآلاف المنازل، إحدى هذه المشاريع هو مشروع نسمات الرياض بتكلفة تم تقديرها بحوالي 1,6 بليون دولار أمريكي أي ما يقارب 6 بليون ريال سعودي، على أن يضم هذا المشروع 4200 وحدة سكنية عند انتهاءه، حيث تنقسم هذه المنازل بين المباني التي ترتفع من ثلاثة إلى تسعة طوابق.

ومن الجدير ذكره أنه قد تم التعاقد مع المهندس المعماري فايز زهير للإشراف على المشروع إلى جانب تولي شركة Hill International إدارة المشروع، ولن يتم الإفصاح عن اسم المقاول قبل الأشهر القليلة القادمة، فقد تم تعيين عام 2015 للانتهاء من كامل المشروع.

بينما بدأت حالياً أعمال المرحلة الأولى من مشروع الوصل التطويري المتعدد الاستخدامات، الذي سوف يقوم باحتلال 14 مليون م2 من الأراضي فور الانتهاء منه، فالمشروع ما يزال قيد الإنشاء وقد تولت شركة Limitless مهمة تطوير المجتمع العمراني بهدف تأمين 60,000 منزل وثماني مراكز تجارية وعدة فنادق من الفئة الخمس نجوم، ويتوقع الانتهاء من هذا المشروع في 2016.

وبالحديث من منظورٍ تجاري، فقد توقع Jones Lang La Salle بأن 1,1 مليون م2 من أراضي الرياض سوف تضم في حناياها مساحات مكتبية بقدوم عام 2014، ولكن يكمل قائلاً “سوف لن ننتهي من تشييد معظم هذه المساحة قبل الانتهاء من تنفيذ مركز الملك عبد الله المالي (KAFD) في عام 2012 وما بعد.”

أما في تشرين الأول من 2009، فقد تم إرساء عقد لتصميم وبناء 30 وحدة داخل KAFD على مجموعة بن لادن السعودية الشهيرة، على أن يتم الانتهاء من سبعة وعشرين وحدة في آذار 2012، ووفقاً للزبون وهي شركة استثمار الرياض “لعل هذا المشروع من أهم التحديات، ولعل شركة بن لادن هي الشركة الوحيدة في المملكة العربية السعودية القادرة على تشييد 30 وحدة في مدة لا تتجاوز 38 شهر!

فبالنقل عن موقع Construction Week للأخبار المعمارية الخاص بالمشاريع المقامة في الشرق الأوسط، أوضح السيد وليد العيسى مدير مشروع KAFD في الرياض “لم تكن لدينا رغبة بتوكيل أكثر من متعهد واحد بتاتاً، فقد أردنا تخفيض التعقيدات اللوجستية، ولم يكن أمامنا أفضل من شركة بن لادن لتولي المهمة.”

كما وتضمن العقد بناء أطول ناطحتي سحاب في KAFD، وهما مركز التجارة العالمي بطول 303 م ومبنى Bank Tower (GCC) بطول 240 م، حيث يَتوقع الانتهاء من تنفيذ 70% من إجمالي المشروع مع منتصف عام 2012، بينما سوف يتم تنفيذ الجزء المتبقي وفقاً للطلب مع مرور الوقت.

وبالحديث عن مركز العُليّا التجاري الشهير، تجري التحضيرات لتطوير المركز على أن يتم الانتهاء منها بحلول الربع الأول من عام 2012، حيث ستضم كتلتي البناء المكتبي الضخمتين 34 طابقاً في الكتلة الأولى و26 طابقاً في الكتلة الثانية وبمساحة تغطي 27,000 م2، حيث حصلت شركة نسمة للبناء في شهر آذار من السنة الماضية على عقدٍ رئيسي يخولها البدء بأعمال البناء قريباً.

وانطلاقاً من الكثافة السكانية المتسارعة التي تحدثنا عنها سابقاً والحاصلة في مدينة الرياض، فقد تطلب ذلك تطويراً حيوياً في البنى التحتية التي تحتاج حقاً للتحديث، وفي هذا المجال تحديداً بدأت الحكومة في الرياض بالفعل بإحداث شبكة أنفاق تحت أراضي المدينة في عام 2009.

حيث يجري الآن العمل على المرحلة الأولى من مشروع تنفيذ هذه الشبكة، وتشهد هذه المرحلة بناء طريقٍ بـ 25 كم يقع في الجهة الشمالية وحتى الطريق الدائري في الجهة الجنوبية، في حين سوف يتم توسعة 14 كم في المرحلة الثانية من الشرق وحتى الغرب، بينما يتوقع تشييد 30 مركزاً لتغطي أرض المشروع وبالفعل فقد تم البدء بأعمال التشييد على كلا الطريقين وفقاً لمسؤولٍ في Arriyadh Development Authority، كما يتوقع أن يقوم هذا النظام المبتكر من السكك الحديدية بخدمة 1500 مسافر في الساعة مبدئياً ليرتفع العدد ويصبح 8,000 مسافر في الساعة الواحدة.

حيث تجدر بنا الإشارة في النهاية أن نسبة الكثافة السكانية في طريقها إلى الزيادة إلى ما شاء الله طالما ما تزال طبول الحياة تقرع في شوارع وبيوت العاصمة الأم، فقد وصل التعداد السكاني-حتى الآن-أكثر من 6,5 مليون نسمة!

إقرأ ايضًا