سوليدير ونقلة نوعية أخرى في إعادة إعمار بيروت

8

إنها أول كتلة مكرسة تماماً للفن المعاصر في منطقة التطوير العمراني لواجهة بيروت البحرية، ومن كان خلف هذا الإنجاز المبهر هي شركة L.E.F.T. المعمارية بفريق عملها المتفاني المؤلف من مجموعةٍ من المصممين المبدعين أمثال كارين ياسين وزياد جمال الدين ومهدي صباغ ومكرم الكعدي، وغيرهم من الفنانين الذين عملوا يداً بيد لتلبية متطلبات الشركة اللبنانية لتطوير وإعادة إعمار وسط بيروت، المعروفة باسم سوليدير، والتي تمثّل العميل في هذا المشروع.

جاء مركز المعارض هذا ليقدم صرحاً معمارياً مميزاً في أفق المدينة وسياقها المعماري دائم التغيّر. ولتتلاءم الأجواء الداخلية للمركز مع فكرة التغيّر هذه، تم تصميم المساحات الداخلية لتبدو وكأنها دائمة الحركة تماماً كالمعارض والفعاليات التي يحتضنها المركز، فحسب وصف الشركة المصممة “العمارة محتجزة في حالةٍ ديناميكيةٍ من النسيان.”

وعلى مساحةٍ تقدر بـ 1200 متر مربع تصف الشركة المصممة عملها من ناحية الشكل الخارجي بأنه على تفاعلٍ دائمٍ مع بيروت العاصمة، فقد تم إكساء الكتلة من الخارج بطبقةٍ من الألمنيوم المأنود العاكس الذي تمت صناعته خصيصاً للمشروع، ليمثّل مؤشراً لنماء المدينة وتطورها يستقي هويته من هوية وشخصية السياق العمراني المحيط دائم التغير والتطور.

وهكذا تصبح المدينة بحد ذاتها قطعةً فنيةً وكأنها لوحةٌ تعبيرية مجردة دائمة الحركة، فهذا المركز يمثّل المرآة التي سترى بيروت فيها نفسها وتتباهى من خلالها بجمالها ورونقها، حيث تناقض الكسوة العاكسة الظلال لتؤكد على طبيعة المبنى غير المحدودة في مكانٍ أو موقعٍ معين، وتعزز علاوةً على ذلك البيئة المحيطة للمركز في حالةٍ من الهيتروتوبية التي تؤمن مساحةً تحضن انعكاس الذات بإطلالةٍ جديدةٍ هامةٍ للمدينة.

أما بالتطرق إلى طبوغرافية المبنى، فنلاحظ أن المركز يحتضن بركةً من المياه المتلألئة التي تعكس المبنى نفسه والسياق الذي يتوضع فيه ناقلةً إياهما إلى حالةٍ لاماديةٍ, تماماً كالمدينة التي “ستصبح”، والتي لم “تصبح” بعد.

وهكذا مع بستان الخيزران في شمال الموقع وحديقةٍ نحتيةٍ في جنوبه يتأطر المبنى لتخلق الرياح التي تداعبه حركةً مستمرةً لطبيعةٍ أخرى.

إقرأ ايضًا