قصر السراب… رحلة نحو الأصالة العربية

2

من بين كثبان صحراء ليوا القديمة يبرز فندق قصر السراب في أبو ظبي كرمزٍ لتقاليد الضيافة العربية الأصيلة، وبذلك يكون أول منتجع خمسة نجوم في الربع الخالي في الإمارات العربية المتحدة، وإحدى أكبر صحاري العالم…

وكأنه حصنٌ من حصون أبو ظبي القديمة، سوف يأخذ الفندق الملكي زواره في رحلةٍ نحو الأصالة العربية، حيث يعكس في تصميمه الحصون القديمة التي حمت القبائل في المنطقة الغربية في أبو ظبي.

إذ قضى معماريو دوبارك، شركة الاستشارات الهندسية، أشهراً طوال في زيارة الحصون والمعابر الرئيسة في المنطقة، مما أتاح لهم التعرف أكثر على طبيعة الحياة في شبه الجزيرة العربية، وبذلك استطاع التصميم أن يدمج ما بين التقاليد العريقة والرفاهية في آنٍ واحد، بينما حرصت شركة التطوير والاستثمار السياحي على دمج المشروع وصحراء ليوا وحماية البيئة الطبيعية.

ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى جدران الفندق الترابية، التي استطاعت أن تندمج والمشاهد الصحراوية وتشكيلات الكثبان الرملية المرتفعة، بغض النظر عن قدرة هذه الجدران على تعزيز عنصر الاستدامة، كما يحتوي المنتجع عدداً من الآلات التقليدية مثل المزولة أو الساعة الشمسية، والتي يمكن للزوار رؤيتها خلال الأنشطة والفعاليات التراثية، أما اللوحات الإرشادية التي تساعد الزوّار على التجول في أرجاء المنتجع، فقد استوحيت من بعض أبرز الإبداعات في الثقافة العربية” كالإسطرلاب”، الذي لطالما ساعد المسافرين على معرفة طريقهم وسط الصحراء الشاسعة.

ولم تقف رحلة الأصالة حد الساعة الشمسية والإسطرلاب، فقد استهلم معماريو دوبارك تصميم الفندق من القصور الملكية الفخمة، من حيث مساحاتها الفسيحة وبرك السباحة الخاصة بها والشرفات الخارجية تطوقها جميعها بكسوة جصية، كما تلك القصور القديمة، في المقابل برزت الكسوة كحلٍ عصري مبتكر، إذ يعتبر الجص حالياً مادة عزلٍ من الطراز الأول.

وبالحديث عن العزل، نلاحظ كيف تم عزل النوافذ والأبواب حرارياً وفقاً لأعلى المعايير الدولية، كما هنا نلاحظ وجود العديد من التحف الفنية مزروعة هنا وهناك قرب الأبواب وعلى مشارف النوافذ وفي كل زاوية من زوايا الفندق، حيث تم جمع هذه التحف من الاسواق التقليدية في مختلف أنحاء الخليج وإفريقيا، وذلك بهدف إضفاء هذا الطابع الفريد الذي يميز “قصر السراب”.

يضم الفندق 154غرفة و 42 فيلا و 10 فيلات ملكية فضلاً عن العديد من المطاعم والمقاهي، مثل الواحة وسهيل والليوان، ولا ننسى نادي أنانتارا الصحي وقاعة ليوا للمناسبات ومركز رجال الأعمال وغرفتين للاجتماعات تحت اسم عنتر وعبلة، ولجميع محبي الرياضة ملعب تنس ومركز لياقة بدنية ونادي للأطفال وبرك للسباحة.

أما بوقوع قصر السراب بإدارة أنانتارا بمحاذاة محمية ليوا للحياة البرية، الأكبر في الإمارات العربية المتحدة بامتدادها على مساحة 9,000 كيلومتر مربع، نلاحظ تواجداً كثيفاً لأنواع نباتية وأشجار صحراوية، فلا حاجة هنا للمياه، بل حسب هذه المشاهد الطبيعة أن تضفي شيئاً من الجمالية على التصميم.

وللوصول إلى قصر السراب يمكنك أن تختار إما طريق البر أو الجو، حيث تم بناء مهابط للطائرات المروحية، أما الطريق الجديد الذي يمتد لثماني كيلومترات عبر الكثبان الرملية الضخمة، فإنه يمثل رحلة مليئة بالمشاهد الخلابة والنادرة نحو الأصالة العربية.

إقرأ ايضًا