الكشف عن دار الثقافة والفنون في بيروت بلمسةٍ دنماركية

15

نشد الرحال اليوم إلى مركز النشر العربي..إلى عاصمة ثقافة العالم..إلى بيروت، فليس بغريبٍ أن تكشف بيروت تلك المدينة التي تألقت في فترة انتخابها عاصمةً للثقافة العربية منذ عدة أعوام عن دارٍ جديدةٍ للثقافة والفنون، فهي بلد فيروز والرحابنة وسعيد عقل وماجدة الرومي وغيرهم من الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الثقافة والفن.

ولكن الغريب في الأمر تدخل أيادٍ دنماركية في هذا المشروع، فهي سابقةٍ قلما نراها في عمارة بلاد الشام المعاصرة، حيث فاز مكتب JDS Architects القادم من الدنمارك بمسابقةٍ مفتوحة لتصميم درا بيروت للثقافة والنشر.

ببساطةٍ تليق بأناقة الشعب اللبناني، يتألف الصرح الثقافي من مكعبٍ بسيط بأبعادٍ تبلغ 40م × 40م على تلةٍ في وسط العاصمة بيروت، ويسمح هذا الموقع المميز والاستراتيجي بالاتصال مع النقاط البارزة في المدينة وإهمال ما عداها، حيث يمكن الوصول إلى الجهة الجنوبية من الطريق العام وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجهة الشمالية؛ والتي تشغل بدورها المدخل الرئيسي للمبنى.

فقد اعتمد فريق العمل في JDS Architects البحث عن ثلاثة أماكن عامة، حيث كان الهدف الكامن وراء هذا التصميم والذي شددت عليه وزارة الثقافة في جمهورية لبنان، ورصدت من أجله ما يقارب 20,000,000 دولار أمريكي، السماح للزائر بتجربة الاستمتاع بالثقافة في الهواء الطلق، فقد تمّ تصميم كافة الغرف وأماكن الأداء لتتكيف مع التبدلات المناخية، مع بعض الاستثناءات في المساء، احتراماً لخصوصية الشعب اللبناني وولعه بقضاء الليل خارجاً، حيث يمكن للزائر التجول بكل حرية داخل وخارج المناطق الخاضعة للرقابة.

وبالحديث أكثر عن الجهة المسؤولة عن تصميم الدار، فإن شركة JDS Architects بإدارة Julien de Smedt والذي يعتبر مؤسس شركة PLOT أيضاً، تضم في جعبتها 50 شخصاً يتوزعون على مكاتبها في كوبنهاغن وبروكسل وأوسلو، ويعتبر أحد أهم المكاتب متعددة التخصصات التي تركز على الهندسة المعمارية والتصميم، فمن التخطيط واسع النطاق وحتى المفروشات، وكل ذلك تدعمه خبراتٍ غنية متعددة.

كما وتنتهج الشركة خطاً معمارياً من شأنه إلقاء نظرة جديدة على مشاكل التصميم بأعينٍ خبيرة، وتحويل الأبحاث المكثفة وتحليل القضايا العملية والنظرية لتصبح قوى فعالة في التصميم، وذلك من خلال التطوير المستمر الصارم لأساليب التحليل والتنفيذ، حيث يتفرد مهندسو JDS بالقدرة على الجمع بين التفكير الإبداعي وكفاءة الإنتاج.

تجدر بنا الإشارة إلى حصول فريق العمل في الشركة على الريادة في العديد من المسابقات في وقتٍ مبكر، مما يدل على قدرتها على ابتكار طرق مبتكرة في الهندسة المعمارية الحديثة، بالإضافة إلى حصولها على العديد من الأوسمة والجوائز في أوروبا وخارجها، ومنها جائزة Mies van der Rohe لثلاث مرات على التوالي عن تصميم منزل VM و Mountain و Maritime Youth House، إلى جانب جائزة مهرجان العمارة العالمي عن فئة أفضل مشروعٍ سكني، وأخيراً وليس آخراً حصول المعماري Julien De Smedt مدير الشركة على جائزة Rotterdam Maaskant كأفضل معماريٍ هولندي.

فهل يا ترى يحالف الحظ الشركة مرةً أخرى ويكون دار بيروت للثقافة والفن نذير خيرٍ عليها!!

إقرأ ايضًا