احتفلت الشركة العمانية للتنمية السياحية “عمران” بوضع حجر الأساس وبدء الأعمال الميدانية لمشروع مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وذلك بحي العرفان بولاية بوشر تحت رعاية معالي وزير الاقتصاد الوطني أحمد بن عبد النبي مكي، نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة، ويمثل المشروع أحد أهم المشاريع السياحية والتجارية الهامة للسلطنة، كما أنه يمثل باكورة المشاريع الرئيسة التي تنوي الدولة تنفيذها خلال الخطة الخمسية الثامنة، بكلفةٍ تبلغ نحو 400 مليون ريال عماني، وبمدة تنفيذ تقارب الأربع سنوات.
بدأ الحفل بكلمة لمعالي الدكتورة راجحة بنت عبد الأمير بن علي وزيرة السياحة، رئيسة مجلس إدارة شركة عمران قالت فيها ” لقد تمكنت عُمان على مدى السنوات الأخيرة من إنجاز خطوات كبيرة في تطوير قطاع السياحة وشهدنا العديد من الاستثمارات في مجالات البنية الأساسية.”
وأكدت معاليها “بأنه آن الأوان أن نتجه نحو تطوير نوع جديد من أنواع السياحة، ألا وهو سياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض التي أصبحت مجالاً مزدهراً في سوق السفر والسياحة العالمي، إذ تقدم الاجتماعات والمعارض منافع اقتصادية واجتماعية كبيرة للاقتصاد وللبلاد عامة.”
وسيشمل المركز الذي سيغدو إحدى منشآت المؤتمرات والمعارض الرائدة في المنطقة، على قاعة مؤتمرات تتسع لنحو 3000 مقعد، وقاعات للمعارض تبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع تستوعب نحو عشرة آلاف مقعد، وغرف وقاعات للاجتماعات والاحتفالات بسعاتٍ مختلفة ومبنى لمواقف السيارات يتسع لحوالي 5,500 سيارة.
كما تم تعزيز مرافق المؤتمرات بمجموعة من مساحات التسوق والتجارية المختلفة والفنادق، والتي تشتمل على مجمع للأعمال بمساحة أرضية إجمالية تبلغ 85 ألف متر مربع وأربع فنادق، منها فندق رئيسي للمؤتمرات من فئة الخمس نجوم يحتوي على 300 غرفة، وجناح متصل مباشرة بمبنى مركز المؤتمرات، وفندقين من فئة الأربع نجوم، منها فندق مخصص لرجال الأعمال يحتوي على 300 غرفة وجناح مع كافة المرافق، وفندق الوادي الذي يحتوي على 200 غرفة ذات إطلالة على الوادي، بالإضافة إلى فندق بوتيك (عائلي) من فئة الثلاث نجوم يحتوي على 200 غرفة وجناح مع كافة المرافق اللازمة، ليبلغ بذلك إجمالي الغرف الفندقية 1000 غرفة، كما ويشتمل المركز على 200 شقق فندقية يتم بناؤها حالياً على جانبي الوادي، إلى جانب مركز تجاري ضخم يتم تطويره أيضاً من قبل مستثمرين من القطاع الخاص.
ويمثل الوادي، الذي يفصل أرض المشروع البالغة حوالي 1,690,000 متر مربع إلى جزأين، معلماً طبيعياً خلاباً، وهو ما حاول معماريو “عمران” التركيز عليه بشدة، حيث سيتم تطوير الوادي بطريقة مثالية بحيث يندمج الجمال الطبيعي فيه مع مكونات المشروع الحديثة، كما وسيؤمن أيضاً إمدادات المياه دون المساس بالتوازن الطبيعي، فعلى سبيل المثال تتبع عمارة المسرح المفتوح والفندق المميز على منحدارت الوادي أسلوباً منضبطاً لتجنب إحداث أي خلل في الملامح الطبيعية للصخور والمناظر الطبيعية.
وفي تفاصيل المشروع، يعتبر مركز المؤتمرات من أهم مكونات المشروع إن كان من الناحية المعمارية أو نوعية التشطيبات، حيث تم تصميمه على شكل كتلةٍ دائرية تغطيها قبة بقطر مئة وعشرين متراً و وبأشكال متموجة من الأعلى، أما مسرح المركز على ثلاثة مستويات فقد تم تجهيزه بأحدث تقنيات ووسائل العرض المرئي والاضاءة، إضافة إلى خدمات الترجمة الفورية والمرافق اللازمة للمسرح، بينما تم تقسيم مركز المعارض، المكون الثاني في المشروع، إلى خمس قاعات يمكن فصلها ودمجها حسب الطلب بمساحة 2500 متر مربع ليستوعب الاجتماعات والمناسبات الكبيرة بسعة عشرة آلاف شخص.
وتمثل الردهة أمام مركز المعارض والمطلة على حديقة العرض الخارجية، إحدى أهم الملامح الجمالية في المشروع، من جهةٍ أخرى فقد تم توفير جميع المرافق اللازمة بمركز المعارض ومن ضمنها أماكن الطعام وغرفة الاجتماعات ومكاتب المنظمين، ناهيك عن تجهيزه بأحدث التقنيات وخدمات العرض والصوت.
ونصل إلى مبنى الاجتماعات حيث تبلغ المساحة القابلة للتأجير ستة آلاف متر مربع، بينما تبلغ مساحة قاعة الاجتماعات الكبرى التي تتسع لحوالي 1500 شخص قرابة 2500 متر مربع، مما يجعل منها أكبر قاعة اجتماعات في عُمان، أما قاعة الاجتماعات الرئيسية والتي تصل مساحتها إلى 1200 متر مربع، فإنها تتسع لحوالي 800 شخص وتحتضن المناسبات الاجتماعية والأفراح، كما ويوجد 14 غرفة اجتماعات أخرى تتراوح مساحتها من 65 إلى 300 متر مربع يمكنها دمجها عند الحاجة إلى مساحةٍ أكبر.
وبذلك يُعد مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أول مركز بمواصفات عالمية يتم تطويره في السلطنة وأحد المشاريع الاستثمارية الضخمة لعمران، ومن المتوقع أن يساعد هذا المشروع على أن تتخذ مسقط مكانًا مرموقًا كوجهة إقليمية رائدة لقطاع الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، بالإضافة إلى دعم القطاع السياحي الذي يشهد نمواً سريعاً.