سحابة الموشور في أبو ظبي

8

على الرمال الذهبية في الصحراء الإماراتية، يقدم المعماريان Matthew Johnson و Jason Logan تصميمهما لمشروع “سحابة الموشور” ضمن مشاركتهما التي قدماها في مسابقة Land Art Generator بالقرب من إمارة أبو ظبي. إذ يأتي هذا المشروع عبارة عن كتلة ذات شبكة من الأسلاك تحوم فوق الصحراء وتنتج الطاقة في نفس الوقت الذي تعكس فيه الضوء.

تحلق هذه الكتلة فوق الصحراء، لترمي ظلالها والضوء الطيفي بشكلٍ متبادلٍ على سطحها, في محاولةٍ لتحويل اللامرئي إلى مرئي، لتلفت الانتباه إلى العناصر الجوية التي ربما كانت ستبقى غير ملحوظة.

ومن السياق الفارغ للصحراء، يخلق هذا التركيب كمالاً تجريبياً. وقد تم جعل الضوء مرئياً من خلال انشقاقه بواسطة موشور إلى ألوان متعددة. كما جُعِلَت الرياح مرئيةً ومسموعةً جرّاء تموُّج الغطاء وتحرُّكه. في حين تم تأطير الرمال والسماء في واحاتٍ تجريبيةٍ مصنوعةٍ من الإسمنت، تعمل كنقاطٍ مركزيةٍ وكتلةً للغطاء.

يستَخدِم هذا الغطاء الطاقة الشمسية عبر سلسلته الخاصة من الخلايا الضوئية، إلى أن يجد المشروع جماليته في الطبيعة المبالغ بها للمساحة الطبيعية حيث تلتقي الصحراء مع الماء تحت السماء الواسعة.

السراب، الضوء المنحني: بالنظر إليه من “طريق خليفة العام” الجديد، يظهر التركيب الجديد كسرابٍ أو خدعةٍ بصرية. حيث يلتمع سطحه العلوي العاكس، ليبدو وكأنه يحني الضوء، فيعمل هذا التأثير كنوعٍ من المنارة التي تجذب الزوار إلى الموقع.

الغطاء، الضوء المظلَّل: يشكل الغطاء الشبكي من الأسلاك كتلةً شديَّةً، وبينما تتحرك الرياح فوق شبكة الأسلاك، تلتوي خالقةً ظلالاً متحركةً وضوءاً موشورياً. في حين تُقاد الرياح الغربية الشمالية عبر كتل الخلايا الضوئية، مبرِّدةً المساحة المظلَّلة أكثر. ولأن الكتلة الأساسية هي عبارة عن شبكة من الأسلاك المعلَّقة فوق الصحراء، يتم الحفاظ على البيئة الهشة والسماح لها بالتغير والتطور.

الموشور، الضوء المحرَّف: تم تشكيل الغطاء من شبكة أسلاك فولاذية مرتبطة بالركائز الإسمنتية (الواحات). وبتثبيتها ضمن شبكة الأسلاك، يوجد العديد من الموشورات الزجاجية المتبدلة والخلايا الضوئية. حيث تقسم الموشورات ضوء الشمس إلى ألوانٍ طيفية، تنعكس على السطح من الصحراء في الأسفل. وتخلق هذه بدورها أحواضاً من الضوء متعدد الألوان يمكن أن يتجول عبرها الزوار.

أما الكتل الضوئية فهي كتلٌ هرميةٌ تمتص طاقة الشمس على الجوانب الجنوبية، وتعمل كمغارف للريح على جوانبها الجنوبية.

الواحة، الضوء المؤطَّر: يتم تقسيم المجال غير المنظم لغطاء الموشور من خلال خمسة واحات إسمنتية, وبينما يتجول الزوار من تحت الغطاء إلى كل واحة، يصبحوا مدركين للوضع الأساسي للصحراء. كما تبدو السماء واسعةً ومؤطَّرةً من الحافة العليا للواحة. في نفس الوقت، يملأ ضوء الشمس المساحة كلها، بينما تكون الأرض إما من الرمل أو الماء حصراً، مما يخلق سطحاً من مادةٍ مفردة.

وهكذا يصبح المشهد الخلاب الأخير عبارة عن ثلاثة عناصر طبيعية رائعة هي: السماء والرمل والقمة في الوسط.

إقرأ ايضًا