الأكاديمة الدولية في الأردن؛ حضارة وتراث

7

تشهد الأردن حالياً خطوة إلى الأمام في قطاع البيئة التعليمية، وتعتبر الأكاديمية الدولية في عمان من تصميم مكتب سيمبيوسيز ديزاين على مساحة 105 آلاف متر مربع أبرز ثمار هذه الخطوة، فقد أثبت المصمم خالد نحاس ومن معه بأن تطوير هذا القطاع يتعدى تطوير المناهج المدرسية والفصول الدراسية وتصل حدوده إلى أدق التفاصيل المعمارية.

فقد قام بإقحام مجموعة من الحدائق ما بين أبنية الأكاديمية، فضلاً عن أربعة تماثيل عملاقة عند المدخل، وتمثل هذه الحدائق، بغض النظر عن التماثيل الأربعة، القيم الأساسية للمدرسة، كما قام بزراعة أشجار الكرز الأحمر بشكلٍ متقطع لتظليل المقاعد الحجرية وترسيم حدود الحديقة بصرياً.

ومن ثم اتجه نحاس إلى المبنى الإداري، عند بوابة الأكاديمية، حيث قام بإدراج معرض ملون للفنون في مساحات ذاك المبنى، في محاولةٍ لتخليص المبنى المؤسساتي من صورته التقليدية، ولكن ذلك لم يقض بالضرورة إلى الإطاحة بالتراث المعماري القديم، بل على العكس تماماً، حاول معماريو سيمبيوسيز، من خلال أشكال ومواد البناء ناهيك عن الضوء الطبيعي، خلق تعبير مزدوج.

الأول يتناول التراث المعماري القديم، والثاني يتناول الحداثة المعاصرة، فالحجر على سبيل المثال، كمادة أولية، اُستخدم تارة ليعكس العمارة القديمة، حيث تم تقطيع بعض الأحجار الخام ومن ثم تم تجميعها على نحوٍ مكدس، وتارةً أخرى تم استخدامه ليعكس الحداثة المعاصرة، فقد تم اقتطاعه بشكل حاد قبل دمجه بكل سلاسة مع فتحات التظليل الفولاذية المثبتة على حافة الواجهات.

وقد تتفق معي بأن هذا المظهر الحجري لمباني الأكاديمية سوف يمدنا بشعور بطول العمر والخلود، في حين تعطي كاسرات الشمس الخشبية شعوراً بالدفء والفخامة على تفاصيل المباني، كما وتسمح في المقابل بدخول الهواء وأشعة الشمس إلى المساحات الداخلية.

إقرأ ايضًا