افتتاح مركز عبد العزيز للمعرفة والثقافة في الظهران بحلول 2011

3

يعتبر مركز الملك عبد العزيز للمعرفة والثقافة بادرةً جديدة وجريئةً من قبل شركة أرامكو السعودية للنفط، التي تتبنى في الآونة الأخيرة خطواتٍ كثيرة على طريق التطوير الثقافي في كافة أرجاء المملكة.

وقد تم اختيار مدينة الظهران التابعة للمنطقة الشرقية من المملكة لإنشاء هذا المركز الثقافي، الذي تم تصميمه من قِبل شركة Snøhetta أثناء مسابقة للتصميم المعماري في عام 2007، ويقدم هذا المركز نشاطاتٍ كثيرة على نطاقٍ واسعٍ لخدمة طبقة الشعب العامة، ففي حال اكتمال تنفيذه سوف يضم المشروع مرافقاً ثقافية متنوعة على مساحة ما يقارب 45,000م2 تضم مدرجاً ومكتبةً وقاعةً للمعارض، بالإضافة إلى متحفٍ ومكتبة للأرشيف، ليصبح المركز بذلك نقطة علّامٍ على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

أما بالانتقال إلى الأقسام التي يضمها مركز الملك عبد العزيز، فقد تم بناء مدرجٍ يستوعب 1,000زائر، سيقدم في المستقبل أحداثاً على مستوى عالٍ ابتداءً من عروض الأوبرا إلى الحفلات الموسيقية وحفلات الأوركسترا والمهرجانات الشعرية، بالإضافة إلى قاعة السينما أصغر بقليل من المدرج، حيث ستمثل وإياه حدثاً لا يمكن مجاراته في مجال عرض الفنون في كافة أصقاع المملكة.

أما المكتبة فسوف تمثل نواةً تعليمية تضم حوالي 300,000 كتاباً، وسوف تكون هذه المكتبة مفتوحةً لكافة الشرائح ومن كافة الأعمار من المهتمين بالتحصيل الثقافي، بينما تتلاءم قاعة الاستماع الضخمة والمعارض المتنقلة على أعلى المستويات، وتضم أيضاً مقراً للمناسبات الاجتماعية والولائم والمؤتمرات، وفي النهاية يشترك المتحف ومكتبة الأرشيف بتمثيلهما الرابط الذي يربط الحياة الثقافية النشيطة للمبنى مع الماضي حتى يصل إلى أعماق الحياة الاجتماعية والتي تعد الفكرة الرئيسية لبناء المبنى.

وبالحديث عن المفهوم المعماري لتصميم هذه المركز، فإنه يعتمد على ستة عوامل رئيسية من أهمها علاقة الماضي مع المستقبل، حيث نعلم تماماً بأن ثقافة كافة الشعوب تنبع من الماضي، فلا ثقافة بدون شعب، ولا يستطيع أي شعب أو حتى أي شركة أن تخلق مستقبلاً لها بدون وجود المخزون الثقافي الذي يدعمها، وبذلك يعتبر تصميم المركز الثقافي لشركة أرامكو السعودية صورةً حضاريةً للحاضر تضم الماضي والمستقبل جنباً إلى جنب، أما من منظور المعمارة والتصميم الداخلي، فإن هذا المشروع يحفر عميقاً في قلب الماضي ليصل عالياً نحو قمم المستقبل.

وبالنسبة للعامل الثاني الذي اعتمد عليه تصميم المركز، فهو مراعاة مفهومي الانغلاق والانفتاح، ويتجلى ذلك حياً في قسمي المتحف والأرشيف، حيث يجتمعان سويةً حول الفراغ الداخلي، ليبدوا وكأنهما يتطلعان إلى باطن الحقائق والمعارف التي تدعمها شركة أرامكو والمملكة العربية السعودية، أما بالصعود إلى الأعلى، ينبثق المبنى من قلب الأرض ليصل باطنها بالعالم الخارجي وينفتح عليه.

وكون هذه الأقسام أي المتحف والأرشيف يقعان في باطن الأرض، فإنهما أشبه ما يكون بمخزونٍ حيٍ للمعرفة تتم رعايته وحمايته ليؤمن المخزون الثقافي للأجيال القادمة، على نقيض المكتبة والمعرض المخصص للصغار ومركز الزوار، فجميعها تمثل إلى حدٍ بعيدٍ منارةً للدارسين والباحثين في كافة أنحاء العالم. وهذا هو تماماً العامل الثالث الذي اعتمد عليه المصمممون في عملهم.

وبالوصول إلى العامل الرابع وهو عامل التنوع والتوحد، لابد من الإشارة إلى البنية الموحدة للمركز، حيث يتألف من عدة أجزاءٍ فرديةٍ ومنفصلةٍ، والتي تخلق مجتمعةً إحساساً بالتوازن والتناغم، على الرغم من تصميم كل جزءٍ باعتباره وحدةً مستقلةً تتلاءم والخدمات التي يقدمها.

وأخيراً فإن البنية الناتجة هي عبارة عن مجموعة من العناصر التي تعتمد على بعضها البعض، وهذا ما يعد العامل الخامس، حيث لا يمكن إهمال أيٍ من هذه العناصر، فهي أشبه ما تكون بفريق العمل المتكامل والمتعاون لتلبية الحاجات الفردية والمحددة، حيث لا تعتبر هذه العلاقة المرنة عامةً، أو عالميةً، بل محددةً وفرديةً.

وبما أن عامل الطاقة يحتل المرتبة السادسة بين هذه العوامل التي يستند عليها تصميم المركز، فلا يفتقر المبنى إلى الحيوية مطلقاً، فالتناغم والتوازن اللذان يميزانه ليسا ثابتين بل متحركين بديناميكية، لتعبّر بذلك عن حيوية فريق عمل شركة أرامكو والمجتمع السعودي بشكلٍ عامٍ، كما تأخذنا بالذاكرة إلى سنوات العمل الشاق ضمن الظروف الصارمة والصعبة ضمن عمليات استخراج النفط التي كانت تتم في بدايات سنين اكتشافه.

ومن منطلق الأهمية الكبيرة التي يحملها متحف المبنى في ربط الماضي والمستقبل، بالإضافة إلى كونه الشرارة الثقافية التي سوف تقوم بإلهام كل من يرغب بزيارة المركز، ومهما كان عمره، فقد تم وضع حجر الأساس لهذا المركز تحت رعاية الملك عبد الله على أن يتم افتتاحه بحلول عام 2011.

حيث سوف يقوم متحف المركز بعرض التاريخ والتراث الغني للمملكة إلى جانب قاعة الاستماع، حيث تلتقي ثقافات العالم في قلب السعودية من خلال المعارض التي تعمل على تحفيز الحوار الثقافي، أما المركز التعليمي للأطفال، فسوف يضم متحفاً ومكتبةً على درجة من الإبداع والتطوير للأطفال من عمر سنتين وحتى اثنتا عشر عاماً، حيث سيعمل على قدح شرارة حب التعلم عند الأطفال الذين سوف يحظون بفرصة لاكتشاف أكثر الأمور غرابةً من خلال المعارض المتنوعة التي تضم رواية القصص، بالإضافة إلى عروضٍ للفيديو والموسيقى وفصول الدراسة الذاتية وذلك لتشجيع الأطفال على التفاعل والتعلم الذاتي.

إقرأ ايضًا