ماذا فعلت زها حديد في المغرب؟

38

يبدو أن المعمارية زها حديد تعاني في الآونة الاخيرة من موجة حنينٍ جارفة لأصولها العربية وهي بريطانية الجنسية عراقية الأصل، فبعد تألقها في أوبرا دبي ودار الملك عبد الله للثقافة والفنون في الأردن تعود رائدة المدرسة التفكيكية لتلقي تعويذتها على المغرب هذه المرة وتحديداً على مسرح الرباط الكبير.

إذ تم الإعلان مؤخراً في الرباط عن البدء في تشييد المسرح الكبير على ضفة نهر أبو رقراق بكلفةٍ تتجاوز المئة مليون يورو عقب التوقيع على اتفاقية المشروع بين كلٍ من وزيري المالية والاقتصاد المغربي وبين رئيس صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومدير وكالة تهيئة ضفتي أبو رقراق، وتم بعد ذلك توقيع اتفاقية أخرى بين وكالة التهيئة وبين المعمارية زها حديد.

ويتوقع أن يكون هذا المسرح في الساحة الكبيرة على الضفة اليسرى لنهر أبو رقراق أضخم مسرحٍ في العالم العربي بمساحةٍ تبلغ 47,000 متراً مربعاً ليشكل بذلك فضاءً ثقافياً متعدد الوظائف قادراً على استيعاب مختلف العروض المسرحية وعروض الأوبرا، كما وسيضم المسرح قاعةً كبيرةً من 2050 مقعداً تكشف فيها حديد عن خدماتٍ سمعية بصرية تتطابق مع آخر ما وصلت إليه المعايير الدولية في الدقة والجودة.

وسيشمل المسرح أيضاً مسرحاً كبيراً في الهواء الطلق يستوعب حتى سبعة آلاف متفرج ويحتضن هذا المسرح الخارجي مختلف أنواع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية إلى جانب استوديو لتمارين الأداء المسرحي، بالإضافة إلى قاعةٍ ثانوية تتسع لنحو 520 مقعداً ولا ننسى هنا مجموعة الخدمات الخاصة والتجهيزات الخارجية كمواقف السيارات والساحات الخضراء على أكثر من 27,000 متر مربع.

وبالحديث عن تفاصيل المشروع المعمارية، نلاحظ أنه قد تم توجيه كتلة المسرح بوحيٍ من نهر أبو رقراق المجاور، حيث ينبثق التصميم على شكل انحناءةٍ واحدة من الأرض إلى السماء، في الوقت الذي يلف فيه القاعات مبنىً آخر منحوت لتعود الكلتة مرة أخرى إلى الأرض وتندمج مع الأراضي الطبيعية.

وعن المشروع قال السيد المغاري الصاقل المدير الإداري لوكالة تهيئة نهر أبو رقراق “إن مشروع المسرح الكبير هو جزءٌ من برنامج وطني للتنمية الثقافية التي بدأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وسوف يسمح بناء المسرح الكبير للعاصمة الرباط بأن تعرض تراثها الثقافي الغني كواحدٍ من أهم المراكز الثقافية في العالم.”

هذا وسيتم تنفيذ المشروع في 56 شهراً حسب العقد الموقع بين وكالة تهيئة نهر أبو رقراق ومكتب زها حديد الذي تقاضى 10 ملايين يورو مقابل التصميم ومتابعة البناء، والذي يتوقع أن يشكل معلماً ثقافياً مبتكراً في بلاد المغرب والعالم العربي بشكلٍ عام.

وعن سعادتها لتولي هذه المهمة تعلق حديد بقولها “يسرني بناء المسرح الكبير في الرباط، فقد وصلت شهرة التقاليد الموسيقية الفريدة من نوعها في المغرب إلى جميع أنحاء العالم، فضلاً عن التاريخ الثقافي الغني في قطاع الفنون المسرحية، ولذا يشرفني أن أشارك في مشروع التنمية الثقافية التي تشهده العاصمة المغربية.”

إقرأ ايضًا