مقترح مصر للمسابقة العشارية الشمسية في أوروبا

274

لأنها الأرض التي قدمت للعالم تحفة معمارية لم تُنسى ولن تنسى، ولأنها من أغنى المناطق بالطاقة الشمسية، قام فريقٌ من طلاب العمارة والهندسة في الجامعة الأمريكية في القاهرة بابتكار منزل “الشرائح المنزلقة” هذا، ليكون بطاقة دخول أم الدنيا إلى المسابقة العشارية الشمسية في أوروبا لعام 2012.

أما عن سر التصميم فيكمن في جمع والتقاط شمس مصر القوية وجمعها مع باقةٍ من الاستراتيجيات وتقنيات التصميم الإبداعي، لتكون النتيجة منزل بتصميم مستدام حي وتفاعلي في آنٍ واحد.

فقد أراد الطلاب ابتكار منزل حديث يعكس صدى الماضي في نفس الوقت، وخلصوا لتصميم أشبه بعلبة الكبريت تكسوه كسوةٌ مضاعفة مؤلفة من قطع مثقبة متراكبة مع بعضها البعض، تتألق بلونٍ رمليٍّ تتخلله درجات من اللون الأصفر.

وتبقى وظيفة التثقيبات المشبكة على الواجهة من أكثر ما يلفت الأنظار في التصميم؛ حيث تشير إلى نمط العمارة العربية من جهة، وتتحكم بالاكتساب الحراري الشمسي وتؤمن التظليل المناسب لمساحات المنزل من جهةٍ أخرى.

وفي الوقت الذي تعكس فيه هذه الشرائح صدى الأحجار المتشابكة التي اشتهرت بها الأساليب الإنشائية المصرية القديمة، يمكنها أن تنزلق لتعدل مستويات الشمس الداخلة للفراغ الداخلي، كما يمكن إزاحة كل جوانب المنزل لتكشف عن كتلة علبة الكبريت المتخفية.

أما عندما يتم إغلاق الشرائح، فعندها يعمل منزل SLIDES house على نظام التبريد السلبي الذي ابتكره الطلاب؛ ففي الوقت الذي تصل فيه درجات الحرارة في أيام الصيف لما يفوق الـ 37، تسمح فتحة سقفية خاصة بخروج الهواء الساخن من المنزل، بينما -وعلى العكس- يتم فتح حاجز آخر من حواجز الكسوة في الشتاء ليمتص الحرارة المخزنة في الكتلة الحرارية للأرض.

هنا تجدر بنا الإشارة إلى أن منزل SLIDES يعمل بالكامل على الطاقة الشمسية، إذ تمت تغطية سقفه بخلايا وألواح طاقة شمسية ساهمت في وصول المنزل لمعدل صفر تماماً من استهلاك الطاقة، مع تأمين ما يلزم من الكهرباء لنظام التبريد، وبما أن المنطقة تعاني من نقص في المياه، يقوم المنزل بفلترة المياه الرمادية ليتم استخدامها في دورات المياه وعمليات الري بالتنقيط.

لم يقف إبداع الطلاب هذا الحد، إذ ابتكروا مادة بناء معادة التدوير ليتم إنشاء المنزل بها، حيث مزجوا الأكياس البلاستيكية –عدوة البيئة الأقوى- مع النفايات الخشبية للتوصل لمادة بوليمير مدعم بالألياف يتم صبه في قوالب خاصة ينتج عنها هذه الحواجز المثقبة المستخدمة في الكسوة.

ختاماً، في حال تمت الموافقة على دخول منزل SLIDES في المسابقة في حزيران المقبل، سيكلف المشروع حوالي 1.1 مليون دولار أمريكي كي يُنجز تماماً، فهل يحقق يا تُرى مع هذه الكلفة معنى الاستدامة الحقيقي؟ وهل يحقق وظيفة “التوفير” الأساسية التي ابتُكر لأجلها؟

إقرأ ايضًا