غرق تدريجي لمشروع “جزر العالم” في دبي…

5

أصدرت شركة نخيل الإماراتية العملاقة في مجال العقارات والتابعة لحكومة دبي بياناً تنفي فيه تقريراً عن غرق ٍ تدريجي لجزرها صناعية الثلاثمائة والتي تتخذ شكل خريطة العالم، وقال بيانٌ صادرٌ عن الشركة بأن التقارير التي تشير إلى غرق جزر العالم “غير صحيحة ٍعلى الإطلاق” في ردها على خبرٍ تم نشره في صحيفة بريطانية حول صورةٍ لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” تُظهر غرق المشروع وتآكل العديد من كتل اليابسة.

والمشروع الذي أطلق عليه اسم جزر “العالم” هو عبارة عن أرخبيلٍ من الجزر قبالة سواحل إمارة دبي، حيث زعمت الشركة أنها أكملت أعمال الردم في الجزر وأنها باعت أكثر من 70% لشركات تطوير ٍعقارية، حيث جاء دحض التهمة كما يلي بأنه قد تم الانتهاء من تنفيذ الجزر قبل بضعة سنوات ولم يحدث أي هبوطٍ منذ ذلك الحين!

فقد تم استخدام نظام الضغط المعروف vibro لزيادة استطاعة التحميل من كتلة الأراضي المستصلحة، حيث ساعدت هذه العملية على اهتزاز التربة بقوة إلى جانب تقليل الفجوات الهوائية بين جزيئات الرمل وجمع زوايا وحواف الجسيمات مع بعض، مما أدى بدوره إلى الضغط والتسوية المتعمّدين والمحسوبين، حيث تبلغ استطاعة التحميل في جزر “العالم” ضعفي استطاعة بر دبي.

كما وقد جاء التصريح لينفي الإدعاء القائل بأن الجزر قد غرقت وانتشرت فوق بعضها البعض، فقد تم دمج الجزر في منتصف “العالم” عن قصد بهدف خلق أراض لقيام مجموعة من المشاريع التطويرية، في حين تم تغيير شكل هذه الجزر بناءً على طلب مالكيها.

وبالحديث عن هذه الجزر المغمورة، فقد تم بناؤها في منطقة الخليج العربي باستخدام ثلاثمائة وعشرين مليون متراً مكعباً من الرمال وأربعة وثلاثين مليون طن من الصخور الكبيرة، ليغطي المشروع مساحة تسعمائة وواحد وثلاثين فداناً تقريباً، بالإضافة إلى مئتين واثنين وثلاثين كيلو متر من الواجهة البحرية وحتى الخط الساحلي لدبي.

وجزر العالم هي عبارةٌ عن مجموعة من الجزر الاصطناعية على شكل قارات العالم تشمل ثلاثمائة جزيرة صناعية، تتراوح بين أربعة أصناف فهي إما بيوتٌ خصوصية أوبيوت فخمة وبين منتجعات الأحلام والجزر المشتركة، وكل جزيرة تتراوح بين 250 و 900 ألف قدم مربع مساحةً، بالإضافة إلى 50 إلى 100 متر من الماء بين كل جزيرة، كما وتغطي جزر العالم مساحة 9 كيلومتر (5.4 ميل) طولاً و 6 كيلومتر (3.6 ميل) عرضاً، وتحيطها جزيرةٌ بيضاوية تحميها من الماء حيث تعتبر المواصلات البحرية والجوية الوسيلة الوحيدة بين الجزر.

وتقع جزر العالم هذه على بعد 4 كيلو متر من شاطئ الجميرة قريباً من نخلة الجميرة وبالتحديد بين برج العرب و ميناء راشد، وتتراوح أسعار هذه الجزر بين العشرين والخمسين مليون دولار أمريكي، وهي متاحة فقط عن طريق الدعوة، حيث يتم إرسال حوالي خمسين دعوة في السنة.

أما شركة نخيل فقد أعلنت من جهتها بأن سبعين بالمئة من المشروع قد بيع حتى الآن، مع تردد بعض الشائعات عن بعض الأسماء المالكة أمثال الملياردير ورجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون ونجما هوليوود الزوجين براد بيت وأنجلينا جولي!

“يمكن لهذا المشروع أن يتطور لتلبية المتطلبات في المستقبل”، هكذا أعلنت نخيل على لسان مديرها التنفيذي سلطان أحمد بن سليم في عام 2008 أثناء كشفها الخطط عن جزيرة جديدة متعددة الاستخدام، والتي من شأنها الانضمام إلى كوكبة “جزر العالم”، ولكن للأسف لم يتحرك المشروع قيد أُنملة، بل على العكس خفت وتيرة الطلب على شراء هذه الجزر، على الرغم من حاجة الشركة إلى الكثير من الدعم حتى المعنوي لإبعاد الشبهات والأقاويل عن غرق مشروعها في مياه الخليج العربي!

إقرأ ايضًا