منازل بالأبيض والأسود في الكويت

9

كشفت شركة AGi Architects العالمية للتصميم عن تصميمها لمنازل “الأبيض والأسود” في منطقة اليرموك في الكويت، حيث تستقر هذه المنازل الستة على ثلاث قطع أرضٍ متجاورةٍ تتميز بوضوح بواجهتها البيضاء والسوداء، التي تبتعد عن كونها عنصراً تزييناً، لتكشف الطبيعة نفسها لهذا المشروع.

تم اختيار شركة AGi نظراً لخبرتها الطويلة في مجال تقديم خدماتٍ شاملةٍ في العمارة والتخطيط والتصميم العمراني والداخلي وأبحاث التصميم، فجاء تصميمها للمبنى الممتد على مساحة 3,415 متر ربع بعيداً عن كونه كتلةً صلبةً، ولكنه متاهةٌ من المساحات الخارجية متواصلة مع شريط الكسوة الحجرية السوداء المتدفق من منزلٍ إلى آخر في ثلاث اتجاهاتٍ، لتزود المنازل الموجودة على مستوياتٍ مختلفةٍ بالضوء الطبيعي والتهوية المعتمدة على دفع الهواء البارد إلى المبنى والساخن خارج المبنى من خلال المنافذ والنوافذ.

وبوقوعها على إحدى الطرق العامة الرئيسية في الكويت، تميِّز هذه المنازل نفسها عن محيطها من خلال تصميم واجهاتها الجريء. فمع لونين متناقضين، تم تصميم الواجهة الأمامية من أجل تعريف المنازل المنفردة، في الوقت الذي تحقق فيه الوحدة بين جميع المنازل الستة.

أما عن مادة البناء الأساسية فقد اعتمد المشروع مادة الجص الأبيض كأساسٍ لجميع المنازل، بينما تلتف الأربطة الرمادية الغامقة من الحجارة حول الزوايا وتستمر إلى الداخل وتتسلق للأعلى والأسفل، لتخلق تدفقاً واستمرارية عبر أرجاء المشروع.

تنقسم كل واحدةٍ من قطع الأرض الثلاثة المتجاورة من أجل استيعاب منزلين: الواجهة المقابلة لشارع الحي الداخلي، والخلف المواجه لطريق الطريق الالتفافي الخامس العام (5th Ring Road). في حين يتم الفصل بين المنزلين على كل قطعة أرض بواسطة ممرات الخدمة والمناور الخارجية.

هذا وتُعتَبر الفيلات الأمامية عبارة عن منازل فناء منطوية إلى الداخل، حيث تطل النوافذ الكبيرة للمساحات الرئيسية على هذا الفناء، مما يخلق تناقضاتٍ هائلةٍ في الظل والضوء، بينما تستقر نوافذ عريضة ذات نطاقاتٍ منزلقةٍ في مواجهة الشارع.

بالإضافة إلى هذا، تقع مساحاتٌ خارجيةٌ متنوعةٌ على مستوياتٍ مختلفةٍ من أجل تقديم ضوءٍ وافرٍ إلى المساحات المتجاورة، عدا عن خلق تراساتٍ خارجيةٍ ومنطقة مسبحٍ على الطابق الأول.

أما الفيلات الخلفية فهي تطل على حديقةٍ مواجهةٍ للطريق العام، حيث تؤدي المناور الهائلة والمساحات الحجمية وظيفة إرشاد الزوار إلى المدخل الرئيسي للمنزل، ومن ثم تقودهم إلى الحديقة التي توسِّع المكان إلى الحديقة من خلال نوافذ كبيرة وحسب، وإنما تعمل أيضاً كمنطقةٍ فاصلةٍ بين المنازل والطريق المزدحم.

كما تفصل الحديقة بين المنازل من خلال مستوياتٍ مختلفةٍ تخلق في نهاية الأمر خصوصيةً استقلاليةً كبيرةً عن بعضها البعض.

في مثل هذه الظروف، من المحتم أن يُعتَبر الضوء الطبيعي والتهوية من العناصر الهامة للتصميم، حيث يمتلك كل منزلٍ مستوىً محدداً من التعقيد فيما يتعلق بالتنظيم الفراغي والعلاقة بين المساحات الداخلية والخارجية. والأجمل أنه مع كل زيارةٍ إلى المنازل، يكتشف المرء تجارب فراغية وبصرية جديدة. وللحصول على أقصى خصوصيةٍ ممكنةٍ للمنازل عن بعضها البعض، تمت دراسة المستويات المختلفة والبرنامج الدقيق بعنايةٍ شديدة.

بالنسبة إلى سمات الاستدامة والإبداع والأمان في هذا المشروع، فيمكن تلخيصها في تصميم الفيلات الأمامية على شكل منازل فناء مطوية إلى الداخل، وإطلالة النوافذ الكبيرة للمساحات الرئيسية على الفناءات لتسمح بالتهوية الطبيعية من مساحةٍ خارجيةٍ مظللةٍ مع مسبحٍ خاص، فضلاً عن توجُّه النوافذ العريضة ذات النطاقات المنزلقة نحو الشارع، لتكون مكشوفةً على الشمس.

ومما لا يجب إنكاره هو أن الفناءات الضيقة والمسطحات الخضراء الموزعة في المستويات المختلفة والمسابح هي من أهم خصائص النهج صديق البيئة الذي يميز المشروع. فهذه القضايا تضمن اختلافات في عملية الكسب الحراري في المساحات وتعطي استجابة منخفضة للتعرض الشمسي والرطوبة والتهوية.

إقرأ ايضًا