أول مبنى حكومي ذكي في المملكة العربية السعودية

15

“إن الحكومة السعودية سبّاقة في استخدام حلول الطاقة، ومع التنامي المتزايد والتوسع الهائل الذي يشهده قطاع العقارات في المملكة العربية السعودية، من المهم جداً أن تؤكد الحكومة السعودية على أهمية الحلول الخضراء”، هذا ما قاله علي النزال، المدير الأعلى للمبيعات والتشغيل في شركة ABB للمنازل الذكية وأساليب التحكم الذكية بالأبنية عند تعليقه على مشروع إقامة أول مبنى حكومي ذكي في المملكة العربية السعودية متمثّلاً بمقر وزارة التعليم العالي في العاصمة الرياض.

فمن الملاحظ مؤخراً أن المملكة العربية السعودية قد أخذت بالتحرك نحو بناءٍ أكثر استدامة، واليوم في بوابتنا العربية للأخبار المعمارية نتشرف باطلاعكم على واحدٍ من أهمها، والذي استلمه المقاول العام Al Terais ليصبح عند انتهائه عبارة عن بناءٍ من 15 طابق تبلغ مساحته 115,800 متراً مربعاً, مع مصفٍ للسيارات بمساحة 47,200 متراً مربعاً, إلى جانب بناءٍ كاملٍ للمؤتمرات بمساحة 9,448 متراً مربعاً.

بفضل هذه المساحات الكبيرة سيكون المبنى -حسب ما جاء في تصريحٍ لمدير المشروع والمدير التقني في شركة Al Terais – قادراً على استيعاب 1300 موظفاً و800 شخص في قاعة الاستماع, بالإضافة إلى احتضانه عشرين غرفة اجتماع وثلاث مراكز تدريبية مع مساحةٍ تتسع لخمسمئة سيارة.

هنا ننوه إلى أن الشركة المقاولة قد اختارت شركة Baud Telecom Company أو BTC للشبكات لتزود المشروع بنظام ذكيٍّ كاملٍ يتضمن دمج شبكة كابلات واستخدام طراز العمارة المفتوحة وبروتوكولات الأنظمة وقواعد البيانات.

كما ستؤمن BTC كامل احتياجات المشروع من الكابلات وأنظمة التحكم بالإضاءة إلى جانب مجموعةٍ متنوعةٍ من أنظمة الإدارة، بما فيها التقنيات السمعية-البصرية وتكنولوجيا البيانات اللاسلكية وأنظمة الصوت، حيث تزود كل هذه التقنيات الحديثة الموظفين والزوار بتجهيزات لأسلوب الحياة الرقمية وأنظمة إدارة للمرافق مع أنظمة أمن فعالة للغاية, إلى جانب وضع أدوات تسهل عملية إدارة المبنى, وتساعد على الحصول على معلومات دقيقة عن الأنظمة نفسها.

وحسب كلمات مدير قسم الحلول الذكية في شبكة BTC يقول “لقد لاحظنا أن التكنولوجيا الموجودة في المشروع هي عبارة عن قيمة مضافة لخبرة فريق العمل في وزارة التعليم العالي بعدة مجالات؛ كزيادة إنتاجية الموظفين وزيادة الوعي والتعاون,” كما أضاف قائلاً “هناك فوائد أخرى تتضمن سهولة التشغيل والأداء العالي والتكلفة المنخفضة للمالك، إلى جانب ضمان عمر أطول للمبنى في المستقبل. لذلك لا يعتبر هذا المبنى نقطة علاّم للمباني الثقافية الأخرى وحسب, لا بل أصبح معياراً لأبنية المنطقة من ناحية توفير الطاقة والحفاظ على المصادر.”

لابد من الإشارة إلى أنه تم تزويد المبنى بنظام تبريد وتكييف وتدفئة ونظام إدارة ودخول ونظام إنذار للحرائق وأنظمة التحكم بالوصول بالإضافة لأنظمة التلفزة IPTV و CCTV وغيرها من الأنظمة المذكورة التي سيتم دمجها في المبنى باستخدام بروتوكولات داعمة لهواتف IP و KNX لمعايير البناء العالمية، والتي تزود إدارة مرفق الوزارة بالقدرة على التحكم بوظائف وأنظمة المبنى من خلال نقطة تحكم مركزية أو حتى باستخدام الهواتف الذكية IP وحواسيب آي باد.

من الجدير بالذكر أن هذا المبنى يعتبر الأول من نوعه في القطاع العام في المملكة العربية السعودية الذي يمكّن من الاتصال بين تجهيزات شركات مختلفة ومزودين متنوعين، كأنظمة سيسكو وجونسون كنترولز و ABB وغيرها, وبالتالي سيكون قادراً على التفاعل مع أية وسيلة داعمة للهواتف الذكية IP.

وأخيراً بلمحةٍ سريعةٍ عن هذا المبنى الوزاري، نشير إلى أنه يتألف من 13 طابقاً ليحتضن ألف موظف عاملٍ في كل ما يخص الشؤون المتعلقة بالنشاطات الثقافية ضمن الجامعات السعودية, بالإضافة لإدارة شؤون الطلاب الموفدين خارج حدود المملكة. أما أهداف المبنى فتتمثل بوضع حلول لزيادة فعالية استخدام كلاً من الماء والكهرباء، خاصةٌ مع الأخذ بعين الاعتبار زيادة الاقبال على تقليل التكاليف وزيادة سهولة إدارة المباني في جميع دول الخليج والسعودية.

أخيراً سيتم في شباط وفي خضم هذه الموجة تزويد مباني موجودة ومباني قيد الإنشاء بحلولٍ ذكية تم التوصل إليها من خلال التعاون الذي جمع شركتي جونسون كنترولز للتكييف والتبريد والتدفئة و IBM عملاقة الأنظمة البرمجية.

إقرأ ايضًا