كتاب معماري يكتشف ملامح الحياة البحرية في دبي

8

بعد أن تفردت أبو ظبي بمدينتها المستدامة “مصدر”، والتي جاءت بتوقيع رائد العمارة الإنشائية السير نورمان فوستر، ماذا يمكن للإمارات العربية المتحدة بعد أن تبتكر؟!

إليكم الإجابة، ففي بلدٍ على هذا القدر من التقدم ومواكبة الحداثة لا تتوقف العقول عن العمل، ولا تنطفئ شرارة الإبداع أبداً، إذ كان للجامعات ورواد العمارة الخضراء دورهم في النظر في احتمالات تشجيع الحياة الحيوانية في مياه الإمارات المتحدة, حيث أطلق طلاب العمارة على مدى العام الفائت عنان أخيلتهم إلى ما لا نهاية عندما ابتكروا طريقةً لتحويل البحيرة التي تعتبر من المعالم العالمية المميزة والتي أنشأتها شركة النخيل, إلى شعبٍ مرجانيةٍ عمرانية صناعية.

كما نتج عن هذه الجهود المشتركة كتابٌ أطلق عليه اسم The World Dubai Marine Life Incubators, والذي تم إطلاقه مؤخراً في دبي ليلخص أفكار المعماريين المستقبلية، التي تمت رعايتها وتنميتها تحت إشراف مدرسين من كلية العمارة في آركيتيكتشرال آسوشياشين في لندن، وهم كلوديا باسكيرو وماركو بوليتو، إلى جانب الدكتورة عبير الجناحي من قسم العمارة والتخطيط العمراني في الجامعة البريطانية في دبي.

حيث وضع مشروعهم أفكاراً مستقبلية وتقدمية حول إمكانية تعايش ونمو العضويات المعمارية مع بعضها البعض ضمن البيئة البحرية المحلية.

وفي تصريحٍ لكلٍ من باسكيرو وبوليتو ذُكر مايلي: إن جوهر الكتاب بسيطٌ تماماً, فنحن نتحدث عن مشروع استصلاح أرضٍ كبيرةٍ ومعلمٍ مميز, كما نبحث عن منهجٍ مختلفٍ يمكن لدبي تبنّيه.

كما صرّحوا أن مشروعهم يتحرى حقيقة البيئة البحرية وقدرة التطوير السياحي على تطوير البيئة العمرانية والتنوع البحري في المستقبل. حيث يبحث الكتاب في التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في مثل تلك الحالات؛ كالصخور البيئية والإسمنت البيئي لخلق كتلٍ تحت الماء من أجل تشجيع نمو الشعب المرجانية وتوليد الحياة البحرية.

وهنا علّق بوليتو على الموضوع موضحاً أن لهذه الكتل المعقدة القدرة على خلق حديقة بحرية تحتضن هذه الأشكال من الحياة والصخور البيئية, والتي تأتي من المواد المتحللة التي تتبلور على الكتل مشكلةً حجراً جيرياً ورخاماً، حيث يمكن جمع هذه المواد لاحقاً لتستخدم في المجالات التجارية.

أما الدكتورة الجناحي فتعلق على المشروع ذاكرةً أنه سيؤدي لتوليد أفكار تصميمية مبتكرة تمكن السلطات وشركات التطوير المحلية، كشركة النخيل على سبيل المثال، من المشاركة وتبنّي الموضوع.

وطبعاً هنا تجدر بنا الإشارة إلى أنه قد تم التعاون منذ الآن بين كلٍ من الجامعة البريطانية في دبي وجمعية العمارة (آركيتيكتشرال آسوشياشين) في لندن على مشروعهم القادم في المنطقة الغربية من أبو ظبي متضمناً بلدة ليوا.

واحة الإحياء:

بعتبر هذا المشروع استمرارية للمشروع السابق, حيث يركز الفريق الآن على أشياء كالاتصال البيئي, وإحياء الواحة إعادتها للمدينة أو القرية, بالإضافة إلى النظر في إمكانية جعل الماء مركزاً للمدن الجديدة. أخيراً سيضع المعماريون المزيد من المقترحات المستقبلية مرةً أخرى، باحثين عن طرقٍ جديدة تربط بشكلٍ مباشرٍ التطورات الجديدة ببيئة المساحات التي توجد فيها.

إقرأ ايضًا