جامع “العباءة”…عالمٌ روحاني يخفي داخله الكثير

3

تم كشف “النقاب” منذ أيامٍ قليلة عن المسجد الفائز في المسابقة المعمارية التي قامت بتنظيمها مجلة Brusselssprout في دبي، ونقدم لكم اليوم موجزاً عن Mantle أو “العباءة” الذي جاء وليد شراكةٍ مميزة بين Daniel Andersson من فنلندا و Christiane Flügel من ألمانيا.

فقد اعتمد تصميم “Mantle” على مبادئ العمارة الإسلامية البسيطة التي تعتبر المأذنة إحدى أهم معاييرها، مما أفصح عن مسجدٍ تقليدي بكل معنى الكلمة، يسمو إلى الأعلى بشكلٍ عمودي وبنسبٍ إنشائيةٍ مميزة تبلغ 26×26×52 م.

فعند دخول المسجد يسترعي انتباه المصلين العديد من المساحات الحيوية، أما بالصعود قليلاً يلاحظ المرء وجود حديقة رائعة يخيم عليها الجو الإيماني وتضم في حناياها غرفة هادئة للصلاة، في حين يمكن رؤية المئذنة على السطح من كافة الاتجاهات مما يؤمن وصول أصوات الأذان إلى كافة الأصقاع المحيطة، من جهةٍ أخرى تبعث الخطوط العمودية في الواجهة على الثقة والطمأنينة، بينما تتفرد الخطوط التي تسيطر على تصميم الداخل، باللعب على إيقاعٍ متوازنٍ بين الضوء والظل.

إنها بالفعل مساحةٌ للتأمل والهداية، تؤكد فيها الواجهة الذهبية على النوعية الجيدة والسلطة التي لطالما ارتبطت والصروح الإسلامية، وتنحني بكل خشوعٍ نحو جهة القبلة في مكة المكرمة، في حين تستمر هذه الانحناءة عبر المبنى وتقوم بتشكيل المدخل في الطابق الأرضي حيث يمكن للمصلي ملاحظة سوقٍ شعبي في قاعة الدخول الفسيحة والمفتوحة. وبينما يقع مركز الاستعلامات والمكتب الخلفي في طابق الشرفة أعلاه، تقع المكتبة المفتوحة أو قاعة الاستماع في الطوابق العلوية بصحبة غرفتين للدراسة.

ما زلنا في تفاصيل المشروع، حيث تقع الحديقة الداخلية في وسط المبنى، ويمكن هنا تناول القهوة والاستمتاع بمشاهدة النباتات البرية إلى جانب بركة المياه الصغيرة، في حين ينساب شلالٌ صامت من خارج الشرفات أعلاه مشكلاً سطحاً شفافاً غاية في الروعة، وأخيراً يقوم الدرج القابع على طول الواجهة بربط طابق الحديقة مع مرافق الوضوء الرئيسية.

فعلى هذا الطابق، ينهمر الشلال من بركة المياه المدمجة ودرابزين الشرفة، حيث يمكن أن تستخدم بركة المياه هذه في الوضوء، فقد تعمد مصممي Mantle أن تحظى كل غرفة بشرفةٍ خاصة بالمصلين الزوار، في حين تم تضم غرفة الصلاة في الجزء العلوي من المبنى ثلاثة شرفات، والتي تستوعب بدورها حتى 300 مصلٍّ في نفس الوقت، وأخيراً وإلى الأعلى عند السطح، يوجد هنالك مساحة خارجية مفتوحة حيث يتم رفع الأذان.

بالوصول إلى الجدران الخارجية نذكر أنها قد ساهمت في خلق الإطار الأنبوبي المصنوع من الإسمنت المسلح، في حين تم تدعيم الطوابق بعوارض فولاذية متصلة والجدران الخارجية، أما بالنسبة للمصاعد والتجهيزات الفنية فقد تم إقحامها في هيكلٍ عمودي من شأنه أن يمتص قوى المبنى العمودية.

أخيراً فقد تم إكساء الواجهة بصفائح ذهبية لامعة بطبقاتٍ أقل سماكة تتصل بالعناصر الزجاجية العمودية بينها، بينما تم إكساء الداخل بمواد بيضاء صلبة من شأنها الكشف عن مساحةٍ متجانسة تثير في النفس البشرية الكثير مختلف المشاعر، وتسمو في الوقت نفسه عن زركشة الحياة الزائلة.

إقرأ ايضًا