دبي..مدينة الكبار

4

أصبحت موضة تحطيم الأرقام الحدث الرائج هذه الأيام في دبي، حيث تتفاخر الشركات العقارية بتبني المشاريع الاستثنائية… ربما طمعاً بلقبٍ عالمي… وربما هو ولعنا نحن العرب بالأرقام الكبيرة في كل شيء، الأمر الذي انعكس هذه المرة إيجاباً على العمارة في الإمارات العربية المتحدة وتحديداً… دبي.

حيث شهدت دبي مؤخراً حملةً تنافسية بين قطبي عالم العقارات؛ نخيل وإعمار، تحت فئتي أكبر مركز تجاري وأكبر جزيرة اصطناعية في العالم، وعلى الرغم من اختلاف الأعوام والوظائف وحتى مصممي المشروعين، إلا أن التميز وحده قد جمع ما بينهما.

ولا نستطيع هنا ونحن نتحدث عن أكبر مركزٍ تجاري في العالم أن ننكر حقيقة بأن مركز الصين الجنوبية الجديد يملك أكبر منطقة تجمعٍ تجاري أكثر من أي مركزٍ تجاري في العالم بمساحةٍ هي 600,000 م2، بينما تبلغ في مركز دبي 350,000 م2 وتحتل بدورها المرتبة السادسة في العالم.

ولكن وعذراً من مركز الصين، فمركز دبي التجاري يتصدر قائمةً من نوعٍ آخر، كأكبر مركزٍ تجاري في العالم بمساحة هائلة تبلغ حتى 1,124,000 م2، ويقع المركز في برج خليفة الشهير، وهو بالمناسبة أطول برج في العالم، ويغطي المركز بدوره أكثر من 1000 متجر ومراكز أخرى منفصلة متفرعة عنه.

وقد استخدم فريق العمل المعماري من DP Architects Pte، قرابة 2,600 قطعة من الإسمنت مسبق الصنع لتشييد الكسوة الخارجية، في حين تم فرش المركز بحوالي 1,930,000 قدم مربع من الحجر، بالإضافة إلى 13,800 طن من الفولاذ.

من جهةٍ أخرى يتفرد مركز دبي بوجود حوضٍ مائي يتسع لحوالي 33,000 حيوان وقناة إكريليكية للمشي وحديقة حيوانٍ مائية وحلبة تزلج أولمبية، إلى جانب سينما من 22 شاشة وحديقة ومنطقة يلعب فيها الأطفال، والعديد العديد من الأماكن لترفيه الزوار.

لم يقف الأمر عند أكبر مركزٍ في العالم، ولكن تعداه ليضم مركز دبي بدعم شركة إعمار، أكبر لوحٍ إكريليكي في حوضٍ مائي في العالم، حيث يبلغ عرضه 32,88 م ويرتفع 8,3 م في حين تبلغ سماكته 750 مم ويزن حتى 245 طن، أما اللقب الآخر فقد كان أكبر نافورة راقصة في العالم والتي ترتفع إلى السماء نحو 275 م أي ما يعادل 902 قدم، وبذلك تتفوق نافورة مركز دبي على نوافير بيلاجيو في لاس فيغاس.

أما المشروع الآخر الذي تصدر في عام 2003، وهي سنة الانتهاء منه، قائمة المنافسات كأكبر جزيرة اصطناعية في العالم، كما تصدر نشرات الاخبار، فهو مشروع جزيرة النخيل في الجميرة بدعم نخيل العقارية، والتي تفردنا بالحديث عنها مفصلاً في خبرٍ سابق.

فعلى الرغم من أنها أصغر جزر النخيل الثلاث المزمع إنشاؤها على شاطىء دبي، فقد احتلت هذه الجزيرة المركز الأول كونها الجزيرة الوحيدة التي تم الانتهاء منها وذلك في عام 2007، عندما فُرش آخر حاجزٍ حجري للأمواج حينها.

ولكنها على كل حال ليست صغيرةً كما تهيأ للبعض، إذ يبلغ عرضها 5 كم، بينما يبلغ طول الهلال الذي يحيط بستة عشر نخلة 11 كم من الحافة إلى الحافة، وتغطي جزيرة نخيل الجميرة 560 هكتار، مما يمنحها لقب أكبر جزيرة صنعها البشر في العالم أجمع.

ولم تزل الجزيرة من تصميم معماريي نخيل أيضاً، محط الاهتمام دوناً عن بقية الأراضي في دبي، كونها تضم أفخر الفنادق والمنتجعات مثل فندق أطلنطس والنخيل، كما وقد تمت الاستعانة بكمياتٍ كبيرة من مواد البناء تليق بأكبر جزيرة في العالم، حيث تم استخدام أكثر من بليون متر مكعب من الرمل و7 مليون طن من الصخور لتشييدها.

في حين تم استخدام عشرة صواري على مدار اليوم ولمدة سنتين لتشييد الجذع وسعف النخيل والهلال بطول 11 كم حول المشروع، ففي هذا الخصوص علّقت “نخيل” بدورها على المشروع قائلةً “إن المواد المستخدمة لتشييد “النخلة” تكفي لبناء جدار بارتفاع مترين وعرض نصف متر، والذي بإمكانه أن يطوق العالم ثلاثة مرات.”

من جهتها تعهدت شركة Van Oord بناء حواجز الأمواج وسعف النخيل في نفس الوقت، وقد كانت عمليةً مرهقة بالفعل، إذ كانت سعف النخيل عرضةً للتآكل عندما كانت عملية تشييد الحواجز غير منتهية بعد، ومع ذلك تم الشروع بتنفيذ الشواطئ على سعف النخيل على الرغم من توقع غرقها مسبقاً.

مع كل هذا، لم تكن عملية خلق الجزيرة سوى الخطوة الأولى، حيث ما تزال أعمال بناء وتطوير “النخلة” جاريةً حتى الآن، ويسترعي انتباهنا هنا بأن الجزيرة وعلى الرغم من الشائعات التي رافقت الإعلان عنها، فقد حققت نسبة مبيعات هائلة وهي ما تزال في المرحلة الأولى فقط، والتي تبلغ حوالي 4,000 من العقارات في 72 ساعة.

تتوقع “نخيل” بأنه وفي غضون خمسة سنوات فقط سوف ينتهي العمل في نخلة الجميرة، والتي سوف تضم حينها المزيد من الفنادق والفلل الفاخرة إلى جانب بعض المشاريع التي تتركز فقط حول الهلال، وبخصوص مشروعي نخيل الآخرين، ترقبوا منا تفاصيل قادمة عن مشروعي نخلة جبل علي ونخلة الديرة.

إنها دبي مدينة الكبار…

إقرأ ايضًا