“البراجيل الاماراتية” وهي من التاريخ العمراني للبلاد العربية ح4

224

مصدر التهوية الطبيعية

1.اسم معروف فى منطقة الخليج العربي وخاصة فى دبى ، وهو وسيله بناء معمارية تهدف الى توفير الهواء العليل الى الغرف المستعمله سواء كانت تجاريه او سكنية ، وذالك بعمل فتحه او فتحات من السقف الى اعلى بدلا من الفتحات الجانبيه لغرف النوم بهدف توفير الخصوصيه اللازمه
ليس هذا فقط بل كانت الحوائط تبنى من الحجر البحري Coral Stone ومونة الجبس ،اما الأسقف فكانت من سعف النخل المغطى باللبن الممزوج بالقش
هذا ما قراته اثناء تجوالنا فى متحف دبى المتميز
وما لفت نظري كمعماري

2.ان استعمال المواد المحلية وخاصة الحجر البحري والعازل للحراره مهم جدا لان نتحدث عنه فى هذه العجاله لانه يحتوي على فقاعات هوائية صغيره معزوله داخل الحجاره والتى لا تسمح بانتقال الحراره من الخارج الى الداخل وبهذا تصبح الغرف بارده نسبيا فى الصيف … وقد علمت من احد المهندسين الحاضرين لندوتى الخاصه عن “العمارة الخضراء” بجامعة الشارقه اوائل عام 2000 ان حاكم الدوله الشيخ القاسمي استعمل الحجاره البحريه عند بناء قصره الجديد ، وانه يشعر بفخر واعتزاز لهذا الإنجاز

3.البراجيل كما قلت فى البدايه اُسلوب قديم لمعالجة الحراره المرتفعة وتخفيضها وتوفير الهواء النقى للانسان بطريقه فعاله انذاك وفى فتره لم يكن هناك مكيفات للهواء … انها جزء من التراث المعماري القديم لحماية الانسان من اذى الحر انذاك ، وقد عرفت من زملائى المعماريين فى الكويت انها كانت تستعمل كوسيله لتبريد الهواء الجاف وذالك بوضع الأعشاب الشوكية والمبلله بالماء فى الفتحات العليا لتلطيف الجو وتقليل درجة الحراره الى ما لا يقل عن خمسه الى ستة درجات مؤيه ، وهى معروفه باسم مختلف وهو ” الباجدير” 

.4 وهى ايضا تمثل طراز عمرانى للمدينه العربيه لنشاهد البيوت ذات الطابق الواحد تعلوها ابراج مربعه او مستطيلة مقسمه من الوسط الى اربع مثلثات تسمح بمرور الهواء حيثما توفر من الجهات الأربع ، فهى ابراج يندرج جمالها من الوظيفه الرائعه التى تقوم بها وأهمها فى نظري ادخال الهواء الى الانسان بدرجة حراره مناسبه
للتنفس وتوفير الطاقه والمحافظه على النشاط الجسماني والعقلي فى ان واحد… وهذا لعمري ما تقوم به الان جامعة هارفرد باسم :
Green Education
لتوفير وضخ الهواء النقى المعالج من ناحية الحراره والرطبة المناسبه للفصول الدراسية من اجل زياده النشاط الذهني اثناء الدراسه … 

.5اين نحن معشر المعماريين المحدثين الان
من هذه التجارب التى اكتسبها الآباء والاجداد من الماضى العريق ، اين نحن الان كمهندسين لنتعرف على الجوانب العلميه وراء هذه البراجيل وما تخفيه من اسرار لا من شكلها بل من فهم الوظيفه الفعليه ومحاكاتها بوسائل حديثه ، انها تمثل احدي مبادئ الاستدامة للبناء لصالح الانسان وتوفير الصحة والراحة المناسبة.
وفى الختام كلى امل ان تتاح الفرص لطلاب العماره والبناء عمل الأبحاث والدراسات المخبريه للبراجيل كونها جزء لا يتجزأ من التراث الحضاري والعمراني المستدام لعمارتنا العربيه.


صبحي قحاوش
معماري ومخطط مدن
استشاري العماره الخضراء
مونتريال

إقرأ ايضًا