مواد البناء: الزفتة

172

يقول المؤرخ الإغريقي هيرودس بأن الزفتة قد استُعملت كملاط لتشييد جدران بابل في القرن الثالث قبل الميلاد، ويقال بأن مدينة قرطاج قد احترقت بسهولة لكثرة استعمال الزفتة أثناء تشييدها، والزفتة هي مادتنا التي سنتعرف عليها عن قرب في هذه الحلقة.

الزفته أو البيتومن Bitumen وهي مركب عضوي أسود اللون لزج وقابل للذوبان في سلفات الكربون. ويتواجد البيتومن في صورته الطبيعية الخام منذ ملايين السنين في النفط الخام Crude Oil.

وينتج البيتومن عن عملية كيماوية تعرف بالتقطير التدميري Destructive Distillation للنفط الخام لفصل النفط والجازولين والديزل والبيتومن بعضها عن بعض بحيث يكون البيتومن الجزء المتبقي من عملية التقطير عند درجة 525 مئوية.

وتحتوى معظم البتومينات على السلفور ومعادن ثقيلة أخرى مثل النيكل والرصاص والكروم والزئبق. ويكون البيتومن الخام بشكله الطبيعي كثيف مثل الدبس البارد لدرجة وجوب تسخينه لإسالته.

ويُطلق اسم الإسفلت بالانجليزية على البيتومن الممزوج مع الركام، وهذا النوع هو المستخدم في تزفيت الشوارع حيث يستخدم البيتومن كغراء أو لاصق لحبيبات الركام بعضها ببعض. وتلعب عدة عوامل في نوعية وأداء الإسفلت مثل نوعية النفط الخام وكمية الركام ونسبة الماء فيه.

كما يستخدم البتيومن لتكسية الأسطح Roof Shingles وعلى شكل رولات طورت بدرجة كبيرة لأغراض العزل المائي Waterproofing أو على شكل ورق القطران Tar Paper للأسطح وهو عبارة عن ألواح من الورق القاسي أو الكرتون المقوى بالقطران.

وتكثر استعمالات الزفتة في أعمال العزل المائي للأساسات والجدران الاستنادية المعرضة للرطوبة، حيث يعمد إلى دهان هذه الأسطح بالزفتة لتغطي المسامات في الجدران (كما في الصورة). ويفضل تكرار الأوجه عدة مرات حيث يعمل الخيش كحاضنة لحمل المزيد من الطبقات. وتستعمل الزفتة في عزل مواسير التمديدات الصحية المدفونة تحت الأرض لحمايتها من التأكسد والصدأ.

وللبيتومن استعمالات كثيرة كأوعية وحاويات والأفلام وخلافه. وإلى جانب الكميات القليلة من النفط الموجودة في بعض البلدان العربية كالأردن، يوجد الصخر الزيتي والذي يمكن استخراج البيتومن منه، والصخر الزيتي هي صخور رسوبية كالحجر الجيري أو الدولميت Dolomite تكون مشبعة بالبيتومن أو القطران أو النفط أو الكربون.

إقرأ ايضًا