نظم الواقع الافتراضي Virtual Reality Systems

127

أ.م.د. عماد هاني العلاف

جامعة الموصل – كلية الهندسة

تتألف نظم الواقع الافتراضي من أجهزة الحاسوب، وأدوات الإدخال والتفاعل، وأدوات إظهار وعرض النتائج، والبرامج الحاسوبية والبرمجيات، وبيانات التمثيل والمستخدمين. وتنتهج هذه الأنظمة توفير القدرة على استخدام البيئة الافتراضية مع الخيارات التفاعلية بالوقت الحقيقي ضمن الفضاء المجسم. ويمكن تصنيف هذه النظم كما يأتي:

الأنظمة الاندماجية Immersive Systems

في أنظمة الاندماج يندمج المستخدم كليا ضمن البيئة الافتراضية وتأثيراتها، ويمكن تطبيقها بنجاح لغرض تفاعل المستخدمين في جولات المتاحف الافتراضية أو الاستكشاف والتجول في مشاريع المدن القديمة الافتراضية، وهذا النوع من الأنظمة يحتاج إلى أداء حاسوبي متقدم ومتطور لعرض تمثيل دقيق للبيئة الحقيقية، ومثل هذه الأدوات المعقدة للغاية يتم استخدامها نادرا نظرا لكلفتها العالية.

ومن الأمثلة على هذه النظم معرض مركز SGI reality centre الذي يتسع لأربعين شخصا وفيه شاشة نصف كروية بأبعاد 25 * 8 م وفيه ثلاث عارضات نوع RGB projectors تعرض صورة واحدة بدقة 3520 * 1020 وتنفذ من خلال حاسوب ضخم SGI Onyx 3400 supercomputer له قدرة تخطيط صوري عالية InfiniteReality3 graphics، وواجهة تفاعل المستخدم مع المشهد vrNav ببرنامج تجول مشاهد ثلاثية الأبعاد طورته خدمات التقنية الأكاديمية Academic Technology Services في الولايات المتحدة الأمريكية.

hani-arch-news.net151031001.jpg

أمثلة على نظم الواقع الافتراضي الاندماجية

 

الأنظمة غير الاندماجية Non-Immersive Systems

في أدوات النظم غير الاندماجية يمكن للمستخدم أن يشاهد تمثيل المباني والمنشآت والعناصر ضمن شاشات العرض وأجهزة العرض الضوئية الجدارية وكذلك أجهزة عرض البيانات المسقطة على شاشة كبيرة مع تغطية جزئية لبيئة افتراضية أو على شاشة الحاسوب الشخصية، وعادة ما يكون هذا النوع من الأنظمة ملائما لمشاريع المؤسسات الصغيرة أو للأغراض البحثية. ورغم أن النماذج ثلاثية الأبعاد في هذه الأدوات لا تكون اندماجية عادة لكون طريقة عرض مكوناتها المجسمة غالبا ما تكون محدودة ومقيدة وعلى سطح مستوي (2.5D) إلا أنها تمكّن المستخدم من التجول واستكشاف بيئة افتراضية ضمن الوقت الآني الحقيقي، مع إمكانية استخدامها مع بعض أدوات الاندماج كالشاشات المحمولة على الرأس أو أنظمة الإسقاط لتحسين درجة واقعية البيئة الممثلة، وتقدم هذه الأنظمة فعليا ميزات عدة منها إمكانية توفرها للعامة ورخص الثمن وقابلية حملها والتنقل بها، وتتم عملية التفاعل عادة من خلال الأدوات الشائعة كلوحة المفاتيح وفأرة الحاسوب مما يجعلها الأنظمة الأقل في المستوى التقني والأكثر اقتصادية.

ويمكن في هذه الأنظمة عرض النماذج ثلاثية الأبعاد على شاشة بانورامية جدارية كبيرة لفضاء واسع، بحيث يمكن إظهار الصور بالحجم الفعلي. ويساهم تحسين وسائط الواقع الافتراضي ونظامه في انتشار هذا النوع من الخدمات في يد المستخدم بشكل متزايد عن طريق استخدام الأجهزة الشخصية والبسيطة غير المعقدة أو المكلفة.

hani-arch-news.net151031002.jpg

أمثلة على نظم الواقع الافتراضي غير الاندماجية

أنظمة الواقع التفاعلي المعزز Augmented Reality Systems

يمكن للمستخدم ضمن هذه الأنظمة أن يتفاعل مع البيئة الافتراضية الممثلة بوجوده في البيئة الفعلية في نفس الوقت باستخدام الأجهزة المحمولة أو الشخصية، إذ تظهر عناصر البيئة الافتراضية معروضة كجزء من البيئة الحقيقية ضمن شاشة العرض، ويعد هذا النوع من الأنظمة مفيدا في المشاريع المختلفة عند الحاجة إلى تقليص مقدار حجم النماذج ثلاثية الأبعاد المطلوبة لتمثيل البيئة الافتراضية. وتستخدم هذه النظم ضمن قطاع الحفاظ عادة لغرض إظهار بعض العناصر غير المرئية أو الموجودة حاليا ضمن البيئة الحقيقية، ويستخدم لذلك عدة أنواع من أساليب وأدوات العرض كالحواسيب والهواتف الشخصية المحمولة مثلا. فعند تصميم مشروع إعادة إنشاء رقمي لموقع تاريخي على سبيل المثال، يمكن أن تعرض الأجزاء المفقودة من المباني المتهرئة، ويبدو المبنى كاملا عند توجيه شاشة الهاتف النقّال نحو أطلال المبنى عند تفعيل خاصية عرض بيئة الواقع الافتراضي.

hani-arch-news.net1510310033.jpg

أمثلة على نظم الواقع الافتراضي المعزز

 

ويمكن لمحتوى النماذج ثلاثية الأبعاد في هذا النوع أن ينفذ ويقدم في وسط اقل تفاعلية أو اندماجا من النظم الأخرى، كعروض الفيديوهات ومنتجات الطباعة والانترنت، كما ويمكن أن تظهر الصور عالية الدقة للنماذج ثلاثية الأبعاد في الصحف والمجلات والكتب البحثية، بينما يمكن عرض مشاهد التحليق والتجول والحركة في برامج التلفاز، خاصة في برامج استكشاف المواقع المعمارية والتاريخية والآثارية، إذ توفر هذه النظم لناشري الكتب والمجلات فرصة لعرض النماذج المجسمة واستخدامها كتوضيحات وتفسيرات عند الرغبة في نشر وترويج المعلومات المتعلقة بالبيئة التاريخية والعناصر الأثرية والفنية، كما توفر لمنتجي البرامج الوثائقية في التلفاز القدرة على تقديم نماذج التحليق التفاعلي من اجل عرض مشهد الرحلة عبر الزمن ليعود بالمشاهد إلى مرحلة زمنية سابقة لموقع عمراني اثري أو تراثي، ويمكن اكتساب معلومات أغنى وإحساس اكبر بالتفاصيل العمرانية والثقافية ضمن الجولة المعروضة من خلال استخدام هذه النماذج كخلفيات بيئية للمواقع والأمكنة التي يعيشها المشاهد في أنظمة الواقع الافتراضي.

 

 

 

 

 

 

إقرأ ايضًا