مواد البناء: العاج

37

العاج Ivory مادة قاسية بيضاء غير شفافة تتكون منها أسنان و أنياب الفيلة وفرس النهر والخنزير الأفريقي والفظ (حيوان بحري شبيه بالفقمة). والعاج مادة طويلة الدوام durable وليس من السهل تحطيمها ولا تحترق ولا تذوب أو تهلك في الماء.

العاج مادة كثيفة dense وتبرق بعد الصقل ويمكن تطويعها بالنحت. ويؤخذ عاج الفيل الإفريقي من الذكر والأنثى، أما من الفيل الهندي فيؤخذ العاج من الذكر فقط حيث لا يوجد للأنثى أنياب وان وجدت لبعضها فهي صغيرة. ويبلغ طول ناب الفيل الإفريقي حوالي مترين ويزن حوالي (23) كيلوغرام.

وقد استعمل الإنسان البدائي العاج كأدوات وحراب، كما استعمله اليونانيين والرومان في الأبنية وفي نحت تماثيل الآلهة والبشر وفي الزخارف. وفي شرق المعمورة استغل الصينيون الفيل الهندي حيثما أمكن وخاصة فيما يتعلق بطقوس الديانة البوذية.

ولقد استعمل المسلمون العاج في الزخارف، وخير مثال على ذلك المنبر المملوكي في خانقاه (مدرسة وضريح) الشريف بارسباري في القاهرة والذي حكم ما بين (1422) و ((1438. وقد تم تطعيم خشب المنبر بالعاج (كما في الصورة) ولكن بالكثير من التحفظ وفقا للمذهب الصوفي الداعي الى الزهد والتقشف.

وفي أيامنا هذه ما زال للعاج استخدامات محددة كمادة رفاهية عالية ومكلفة حيث يستخدم في صناعة كرات البلياردو ومفاتيح البيانو وآلة القربة والأختام والخناجر والمجوهرات والحلي والتماثيل. وتجدر الإشارة إلى انه قد تم في العام 1989 حظر بيع وشراء العاج عالميا وقد رفعت الأمم المتحدة هذا الحظر في العام 2002 لكميات محددة بناء على طلب من بعض الدول الأفريقية التي تعاني من وجود وتكاثر الفيلة على أراضيها. ومن أشهر المناطق التي كان التجار الأفارقة يجمعون أنياب الفيلة فيها ويعرضونها للبيع في أكوام تلك الدولة التي تقع غرب أفريقيا بين غانا وليبيريا ومالي والتي سميت بناءا عليه ساحل العاج Ivory Coast.

العاج كمادة تختلف عن مفهوم البرج العاجي الشائع بين الناس والذي ابتكره الكاتب والناقد الفرنسي اوجوستين Charles Augustine في قصيدة نظمها في العام 1837 tour d’ivoire لبيان الفارق الكبير بين حالتين ثقافيتين، فالبعض يجلس على برجه العاجي بعيدا عن الحالة المعاشة lingua franca.

إقرأ ايضًا