هل أنت جاهز للتحدي؟

8

طرحت شركة CASE المختصة بالحلول التقنية، ومقرها نيويورك، مجموعة من المقالات التي تركز على التكنولوجيا والابتكار في صناعة البناء، وبالتالي تحسين أداء المبنى، إذ تشهد الساحة المعمارية حالياً تهافتاً على استخدام التكنولوجيا، والكلام هنا لستيف سانديرسن، الشريك المؤسس في CASE، والذي أشرف تقنياً على العديد من المشاريع البارز عالمياً مثل الخطة الرئيسة لواجهة إيست ريفر في مدينة نيويورك.

فقد كان لسانديرسن فرصة التعرف على المعماري Ed Mazria خلال إحدى اجتماعات منظمة Architecture 2030، ولمن يجهل شيئاً عن هذه المنظمة يوضح سانديرسن بأن لها دور فعال في زيادة الوعي حيال تأثير المباني على تغيير المناخ، فقد اعتمدت عدة منظمات عالمية معايير تحدي 2030، إيماناً بقدرتها على تطوير البيئة العمرانية في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل الحكومة الفيدرالية والجيش الأمريكي وولاية كاليفورنيا والمعهد الأمريكي للمعماريين.

ماذا يعني ذلك؟

هل ستفرض تلك المنظمات على المباني الجديدة أن تكون خالية من ابنعاثات الكربون بحلول عام 2030؟

على الرغم من أن ذلك يبدو أمراً جيداً، إلا أنك كلما تعمقت أكثر ستعثر على مفاهيم مختلفة، يقول سانديرسن، باعتبارنا شركة استشارية تقدم الحلول التقنية، فإننا نتفاعل مع شرائح مختلفة، الأمر الذي يفسح المجال أمام إجراء بعض المحادثات حيال أهداف “تحدي 2030” مع هؤلاء المعماريين، الذين انقسموا إلى مجموعتين؛ الأولى جاهلة وراضية بجهلها، والثانية مدركة وخائفة حيال ما تدرك!

يتابع سانديرسن، تتألف المجموعة الأولى إما من أشخاص لا فكرة لديهم عن أي شيءٍ يحدث حالياً، أو أشخاص ليس لديهم فكرة عن كيفية التخلص من هذا الواقع، ولكن لحسن الحظ فإن أعداد الأشخاص في هذه المجموعة تتناقص تدريجياً، نظراً لزيادة الاهتمام في الآونة الأخيرة حيال كفاءة المبنى وقضايا استهلاك الطاقة، أما المجموعة الثانية فتتألف من أشخاص يدركون أهمية هذه الأهداف ولكن يشككون في امتلاكنا الإدارة التقنية أو السياسية لتحقيقها.

أما سانديرسن فيصنف نفسه ضمن الفئة الأخيرة قائلاً “ليس لدي أدنى شك حيال قدرتنا التقنية ولكن لدي في الوقت نفسه قلق حيال قدرتنا على حشد قوانا الجماعية ووضع خطة وتنفيذها.”

في المقابل، لا ينكر أحدٌ ممن يعمل في الساحة المعمارية بأن تحقيق نسبة صفر من انبعاثات الكربون هو إجراءٌ معقد وصعب، ولكن لا ننكر أيضاً بأن هنالك مشاريع استطاعت أن تفعلها، ونذكر هنا مبادرة المنزل السلبي Passive House، حيث حصل أكثر من خمسة وعشرين ألف مشروع في عام 2010 على شهادة المنزل السلبي، بينما نجحت معظم المشاريع في أوروبا بخفض استهلاك الطاقة من 80 إلى 90 بالمئة.

مقارنةً بمعايير البناء في الولايات المتحدة الأمريكية، نجحت مشاريع الاتحاد الأوروبي في عام 2008 بتلبية كافة متطلبات البناء في المنزل السلبي ناهيك عن معايير البناء غير السكنية من 2011 وما بعد، وهنا لابد لنا من الإشارة إلى شهادة LEED التي يمنحها مجلس البناء الأخضر الأمريكي، حيث منح المجلس ثقته منذ انطلاقه في العام 2009 لأكثر من سبعة آلاف مشروع، بينما منح شهادة LEED لعشرة آلاف منزل أثبت كفاءته في مجال استخدام الطاقة، على الرغم من تفاوت النسب بين مبنىً وآخر.

وأخيراً قام سانديرسن بطرح بعض الاستفسارات، نتمنى أن تجد صداها في قلوبكم وتبعثوا لنا بأجوبتكم، فمن المهم أن نعرف آراءكم حيال هذه القضية الهامة، كيف تخططون لتلبية أهداف “تحدي 2030″؟… أين وصلتم بمشاريعكم حتى الآن؟… ما هي المقاييس وأفضل الممارسات التي تعتمدها منظمتكم؟… ماهي المصادر التي تستخدمونها؟… ما هي التقنيات التي تستعينون بها (برنامج أو غير ذلك)؟… وما هي المعلومات التي تحتاجون إليها… ولكنكم لا تحصلون عليها؟

إقرأ ايضًا