عشرة أسباب تثبت أن المعماريين يمكنهم إصلاحها

2

يرى المعماري جودي براون؛ مدير شركة INFILL في كارولاينا الشمالية، أميريكا، وصاحب الموقع الالكتروني Coffee with an Architect أو ما معناه “قهوة مع معماري”، أن هنالك عشرة أسباب تؤكد قدرة المعماريين على إصلاح واقعنا الذي وصلنا إليه.

وفي الترتيب هي كمايلي:

1- المعماريون هم من أفسدوها:

علينا أن نبدأ بخطئنا. مع أنني لا أعلم الأرقام بدقة، أنا متأكد بأن المباني تستخدم وقوداً أحفورياً أكثر من السيارات، فالأنقاض الناتجة عن الأعمال الإنشائية تشكّل النسبة الأكبر من النفايات المتراكمة، كما أن أسطح الأبنية وأماكن رصف السيارات هي المسؤول عن معظم مشاكل تصريف مياه العواصف، وجشع الأسواق لأرباح استثمارية أكبر وأكبر هو ما غذّى عقداً من التطويرات المكتبية والسكنية على مستوىً لم يسبق له مثيل.

وهاهي الآن مجتمعات كاملة تجلس خالية الوفاض بانتظار التعافي الذي قد لا يأتي أبداً، فهل يمكن الوثوق بقدرة المعماريين على الإتيان بحلول لمشاكل لعبنا دوراً أساسياً في تشكيلها في المقام الأول؟

2- المعماريون يحلّونها:

يشكّل المعماريون بعضاً من القلة الاحترافية المثقفة والمدربة على البحث والاستكشاف والإدراك والتحليل والهوس بحل المشاكل المعقدة، ويمكن تطبيق هذه المهارات لخلق فرصٍ لإغناء المجتمع، أو ببساطة يمكن استخدامها في ترتيب الفواصل الداخلية بين المراحيض العامة وحسب، فالخدعة تكمن في ترتيب أولوياتك فقط.

3- المعماريون يخلقون:

تبدأ كل الأعمال المعمارية بصفحة فارغة، فنحن نبدأ من اللاشيء، فقط يكون لدينا حاجة أو رغبة، والمعماريون قادرون (أو راغبون) برسم الخط الأول على هذه الصفحة الفارغة، وهذا بحد ذاته موقع قوي.

4- المعماريون آنيّون:

إن المعماريون مهووسون بـ “الآن”، فنحن نبحث دائماً عن الشيء القادم، ونحن ننجذب للابتكارات والحلول الجديدة، نحن لا نتعب؛ دائماً نسعى للحل الأفضل، وللصورة الأقوى والتقديم الأكثر أناقة لطموحاتنا الجماعية. بمعنى آخر المعماريون يعيدون ابتكار أنفسهم تماماً في كل مشروعٍ.

5- المعماريون على حق:

لطالما آمن المعماريون بالأمور الصحيحة، فقد صمموا أبنيةً حساسةً للبيئة منذ سنين سبقت تحول كلمة التصميم “الأخضر” إلى كلمة رنانة، فهم يؤمنون بالفعالية؛ بالمحافظة على المياه وإعادة التدوير واستخدام مصادرنا بحكمة. ونحن نؤمن بالعمرانية، نحن نؤمن بالمجتمعات، نحن نؤمن بالمدن.

6- المعماريون يأملون:

تمثل العمارة شغف الإنسانية المشترك، فهي تطلب منا أن نكون أحسن مما نحن عليه. وفي النهاية ما هي تلك المهنة التي تطالب بمثل هذا الشيء؟

7- العمارة في حمضنا النووي:

تخلق البيئة المبنية معايير حياتنا، فنحن نولد ونعيش حياتنا ونموت داخل جدران العمارة؛ من المشافي إلى رياض الأطفال إلى المدارس وبعدها للمكاتب وإلى المنازل إلى المنتزهات وإلى المطاعم وإلى دور الجنازات والمقابر. أي أن العمارة تقف إلى جانبنا (بثباتٍ وصبر) بينما نحدد نحن وجودنا في هذا العالم.

8- المعماريون يتعاونون:

لم يعد المعماريون “يصممون” فقط، فنحن “نتفاوض”، حيث يكمن فن خلق المباني في ملائمة الأنظمة المعقدة مع الاهتمامات والقوى المتنوعة، لذا يمكن للمعماريين أن يكونوا قادة ومفعّلين ومستشارين، ويمكنهم أن يمثلوا ضميرنا الجماعي، ووحينا وبيضة قبّاننا والمحور الأساسي لكل شيء، إنهم وقود الابتكار والخلق.

9- المعماريون لا يمكن تدميرهم:

في عام 2009 تم تسريح 40% من المعماريين، ولكننا مازلنا “جميعنا” هنا، “كلنا” بدأنا بتأسيس شركاتنا الخاصة، فالمعماريون يستمرون بالعمل لأننا نرى حاجةً مستمرة لخدمتنا ومهاراتنا وجهودنا ومواهبنا وشغفنا، وسيستمر المعماريون بالعمل لتلبية حاجات مجتمعنا، مع أو بدون الدعم المصرفي.

10- المعماريون هم رواةٌ للقصص:

لا يتحمس أحد لبرنامج بناء، ولا يهتم أحد بمادية الأشكال، ولا يفكر أحدٌ بأنظمة المباني، ولا يسهر أحدهم الليالي مفكراً بكلفة مبنى معين، كما لا يتذكر أحد الصعوبة التي تخطيناها خلال مرحلة التصميم.

فالجميع ينسون أسبوعي التأخير، ولا يهتم أحد بالمراجع التي أعددناها، ولا يتذكر أحد الخطاب الذي ألقيناه حول التوازن والانسجام في لقاء مجلس المدينة؛ ولكن الجميع يتذكرون الكرسي القابل للطي الذي جلسوا عليه أثناء مشاهدتهم لابنهم أو ابنتهم وهم يتخرجون من روضة الأطفال والمدرسة الإعدادية والثانوية والجامعة.

والجميع يتذكرون أول مقابلة عمل أجرونها؛ ويوم زفافهم؛ والأيام العشرة التي قضوها في وحدة العناية المركزة بعد ولادة ابنهم الثالث؛ أو أول مرة لاحظوا فيها بداية فقدان جدتهم لذاكرتها، أو النظر في عيني زوجتهم المستقبلية في الثانية فجراً وإبعاد شعرها برقةٍ عن عينيها لرؤية الطريق المؤدي إلى نهاية حياتهم.

إن العمارة ليس مجرد شكل؛ العمارة تحتضن الحياة، والمعماريون قادرون على رواية هذه القصة.

هذا هو رأي المعماري جودي براون، فما رأيكم أنتم؟

إقرأ ايضًا