مجلس الشعب في طرابلس الغرب

8

بعد كل ما عاشته ليبيا وكل ما عاناه شعبها لنيل الديمقراطية والحرية، ها هي أجمل الصور تتجلى في رؤيةٍ جديدةٍ كلياً لمجلس الشعب في طرابلس.

حيث تم اقتراح تصميمٍ جديدٍ له بكتلةٍ من الخشب والمعدن تشكّل امتداداً حقيقياً للمشاهد الطبيعية.

يمتد المبنى بكتلةٍ من طابقين خلف كسوةٍ معدنية شبه شفافة، يمكن وصفها بـ “الغطاء” الذي ينفتح على المناظر الطبيعية الخارجية برواقٍ واسع يحدد المدخل بوضوح.

فما أن تخطو أولى خطواتك على هذا الرواق تمر في مساحةٍ شبه مفتوحة مظللة وخاصة، تمتد بين الشبكة والجدران الزجاجية الداخلية، حيث تشكّل هذه المساحة امتداداً للمشاهد الطبيعية.

أما عن النقوش المنحوتة في جسد المبنى فهي مستوحاة أيضاً من الموقع المحيط، ولا تقف مهمتها على النواحي الجمالية وحسب؛ إذ تساهم في التحكم في انتشار ومرور الضوء الطبيعي إلى المساحة المركزية، بينما تساهم الأشعة المتسللة عبرها خلال الليل في دمج المبنى مع الغابات المبهرة في خلفية المشهد.

تم تصميم “الغطاء” شبه الشفاف من شبكةٍ برونزية تنساب حول المبنى، وتحمي الجدران الداخلية الزجاجية، كما يطوّق ممر بعرض ثمانية أمتار الجوانب الثلاثة بأكملها؛ إذ تحيط بالمبنى الرئيس بركة عاكسة بعرض أربعة أمتار، بينما تبقى الأربعة أمتار الأخرى كمساحة توزيع حركة شبه مفتوحة ومظللة.

وهنا تجدر بنا الإشارة لأهمية العناصر المائية، فهي تساهم في تبريد الأجواء أمام المبنى هذا عدا عن دورها الجمالي، أما عن الممرات شبه المفتوحة فتساهم في السيطرة على الصوت في منطقة توزيع الحركة، في الوقت الذي تحيي فيه شاشة ميديا بنظام LED يتم التحكم به حاسوبياً وبمساحة 350 متراً مربعاً منطقة المدخل، معززةً الطبيعة التفاعلية والتواصلية لمجلس الشعب.

بالنسبة لنظام الجدران الزجاجية، فتساهم في مضاعفة الإطلالات، خاصةً أنها خالية تماماً من أية معيقات عمودية أو أفقية تحجب الرؤيا.

أخيراً بفضل الشفافية العالية، تستفيد المساحات الداخلية من الضوء الطبيعي بأفضل شكلٍ ممكن، وبطريقةٍ مدروسة بفضل التركيبة الشبكية المحيطة بالأروقة المطوقة للمبنى.

إقرأ ايضًا