مركز منظمة المؤتمر الإسلامي (OIC) في جدة

17

يقع المشروع في جدة, السعودية, يتضمن برنامج المشروع مبنىً متعدد الأغراض وأبراج مكاتب خاصة بمنظمة المؤتمر الإسلامي وبمدينة جدة, على مساحة 1,3 مليون قدم مربع, وقد أقيمت المسابقة عام 2006.

صرّح مصممو المشروع عن رؤيتهم لتصميم المشروع بالقول: “يجب أن تكون المباني التي تمثل المجموعات الاجتماعية أو الأديان أو لحظاتٍ معينة في التاريخ البشري من وجهة نظر رمزية- وليس فقط جمالية- مختلفة عن الرموز المعرّفة أصلاً, والتي هي متماسكة ومجردة وظيفياً, كالذي تتم رؤيته في المصارف وأبراج مكاتب الشركات الكبيرة, والتي تحتل خط الأفق في كل مدينة مهمة اليوم. يجب أن تكون هذه المباني قادرةً على أن تصبح أيقونات عالمية, وبنفس الوقت أن تكون أجسام جمالٍ غير عادي يمكن أن يدوم لسنواتٍ عديدة. وبهذا السياق, نعتقد أن مبنى مركز منظمة المؤتمر الإسلامي سوف ويمكن ويجب أن يكون مشروعاً متفرداً ليس فقط بالنسبة للمكان ولما يمثله وإنما أيض بالنسبة للناس الذين يمثلهم حول العالم”.

وبالنسبة للمصممين “تم أخذ القبة كأيقونة مرئية وقوية من الثقافة الغنية والواسعة لتاريخ العمارة الإسلامية, تظهر منذ زمن بعيد في عدة نقاط من العالم ولكن دائماً في ظل ذات الهوية المشتركة. وهي عنصر معماري لطالما كان سبباً لحلول إنشائية جريئة وإنجازات تقنية وعلمية خلال التاريخ البشري”.

وتقوم فكرة المبنى على تضمين خمسة أبراج ضمن نموذج شكلي لقبة كبيرة واحدة, وتكون الأبراج بمثابة دعائم للقبة تتحول إلى مباني. وهذا يعتبر تحدياً تقنياً جديداً يلخّص برنامجاً وظيفياً مع مرجعية تقنية, إضافةً إلى ما أراد المصممون له أن يمثّل وذلك على حد قولهم: “تجسيداً لطليعة التقدم مع التقاليد وتجسيداً للمخاطرة والإيمان وللأفكار المتفردة في مواجهة الفهم المعولم كل ذلك في آنٍ معاً”.

وقد اعتمد المصممون المقاربة الرمزية تماماً في التعامل مع المبنى؛ حيث ترمز الحلقات التي يتألف منها المبنى القبة إلى “اتحاد الأمم الإسلامية تحت قبة واحدة” على حد تعبير المصممين. كم يضم المبنى ساحة صرحية تنفتح وتنطوي مثل بوابة, وهو “هدف وغرض المشروع”, كما صمم المصممون المبنى بحيث يكون كـ “حديقة مغطاة كبيرة مرتبطة بالماضي ومجددة في ذات الوقت”.

المبنى مبني من مواد كالفولاذ والزجاج والإسمنت, التي تضاد مع مرايا الماء التي تضاعف الجوانب الجمالية والشكلية والبصرية, وتعتبر أهم مباني البرنامج هي قاعة الاجتماعات الخاصة والسكرتارية العامة, حيث يرى المصممون أنهم أسبغوا عليها شخصية “القيادة والتمثيل العام”. شكل المبنى القبة العام غير متناظر بشكل طفيف وكأنه متحرّك بشكل بسيط.

كذلك تعتمد الرؤية التصميمية للمبنى على قناعة المصممين أن مدينة جدة السعودية “قد جمعت بنجاح كرامة وتقاليد الماضي مع حركية ومعاصرة العالم. وهي أيضاً الميناء الأهم ومدخل الحجاج”.

وبالتالي جاء تصميمهم لهذا المبنى ليكون على حد تعبيرهم “أيقونة ثابتة وخالدة: “ميناء وباب”, مكان للعبور عبر تعلم الخلفية التاريخية وبنفس الوقت بناء الحاضر”. ويؤكد اقتراحهم على تصميم المبنى بحيث يتفاعل مع مستويين هما العالم الإسلامي ومدينة جدة. بحيث يمكن استخدام المبنى من قبَل كليهما في ذات الوقت.

ويساعد على ذلك طريقة تصميم المبنى بحيث تم تصميم البرنامج المكرّس لمناطق المؤتمر وقاعات قاعة الاجتماعات الخاصة بالـ OIC بأكبر قدر من قابلية الوصول؛ إذ يمكن للمدينة أن تستخدم وتستفيد من المبنى للأحداث الخاصة إذا أريد ذلك, مما يجعل الاستفادة من هذا العنصر في المنشآت يبلغ أقصى درجاته.

وتنظم الأشكال الدائرية المتجاوبة مع التدفق الرئيسي منسوب الدخولات الرئيسية من أجل أن يكون هناك سيطرة على المستخدم مباشرة عند دخوله, ومن هنا يمكن توجيه كل واحد من المستخدمين بحسب ما يفضله أو يعمله. أما باقي هذا المنسوب سيتلاءم مع التجهيزات المطلوب ليرضي البرنامج وبعض حاجات المدينة التي تتطلب وظيفية مستقلة خاصة: المكتبة, المصارف, المحلات, إلخ.

أما في منسوب المكاتب تم الإبقاء على 30 % تقريباً منه لأجل أغراضٍ توسعية في المستقبل. ولكن المصممين يقدمون الخيار لأصحاب المركز لأن يستخدموه كمكاتب إضافية للمجمع. لذلك تتوضع هذه المكاتب في مستوى الأبراج من كل برج أقرب ما يمكن للتحكم المركزي والدخول.

أما في منسوب قاعة الدخول الرئيسي فقد كرّس المصممون جزءً من هذا السطح لإضافة برنامج جديد يلخص بالنسبة لهم أحد النوايا الأساسية لهذا المبنى: وهو خلق متحف العمارة الإسلامية وهو منشأ جيد بالنسبة للعالم وللـ OIC كما هو لمدينة جدة, لتكريم والاحتفال بمعماريي التاريخ الإسلامي.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل فعلاً استطاع المصمم المعمار أن يعكس الفكر المعماري الاسلامي بعمقه وزخمه من خلال قبته البرجية؟.

إقرأ ايضًا