عصر جديد من التصميم المعماري

32

ضمن مبادرة نشر وتوثيق الفكر المعماري العربي الرقمي، واستكمالاً لمهمة المعمارية في نشر كل ما هو جديد في عالم العمارة وتشجيع العقول الشابة على الإبداع والابتكار، نشارككم اليوم بمشروع المعماري معتصم محمد عصمت، الذي أصبح جزءاً من مبادرة نشر الفكر المعماري عن طريق مشاركته المميزة والخاصة فيها.

حيث تقدّم المعماري المصري بمشروعه المميز لمركز الفنون الجديد في مدينة حلوان، وفيمايلي كافة التفاصيل عن لسان المعماري نفسه:

وصف المشروع :

مركز الفنون الجديد في مدينة حلوان – مصر-, يجمع بين عدد من النظريات المعمارية الحديثة وذلك بهدف خلق عصر جديد من التصميم المعماري الحديث والمصاحب بنظريات الاستدامة. المشروع مصمم كمجموعة من الأسطح التي تلتحم مع الأرض وتنبع منها لتخلق تصميماً مستداماً ومتوافقاً مع البيئة المحيطة.

الهدف من المشروع :

جامعة حلوان والموجودة بمدينة حلوان من أكبر الجامعات الحكومية في مصر. في السنوات الأخيرة لوحظ أن حالة حرم الجامعة في انحدار مستمر وشديد, وذلك بسبب التخطيط السيء والوضع الخاطىء لمصانع الاسمنت القريبة من موقع الجامعة والتي أثرت بشكل كبير على مناخ المنطقة بسبب ما تحدثه من تلوث. بالإضافة لذلك, لوحظ وجود عدد من الكليات التابعة للجامعة والتي تم وضعها في مدينة القاهرة, خارج نطاق حرم الجامعة.

بدلا من التوجه لخوض الصعاب في محاولة حل مشاكل الوضع الحالي, وجد أن الحل الأفضل والأكثر أماناً هو أن يتم نقل موقع الجامعة بالكامل إلى منطقة جديدة يطلق عليها “مدينة الخامس عشر من مايو”. وهي تقع جنوب شرق مدينة حلوان وأقرب إلى العاصمة (القاهرة).

بعد عدد من الدراسات من قبل قسم الهندسة المعمارية بالجامعة, تقرر أن يكون مشروع تخرج الطلاب إعادة بناء وإحياء جامعة حلوان في منطقة جديدة. كما تقرر أن يقوم كل طالب بتولي تصميم جزء أحد من الجامعة. على أن تكون الاستدامة هي أكبر أولويات المشروع والتي من دونها لن يقبل التصميم. كما إنه بذلك سيتم أيضاً اختبار مدى تعاون الطلاب مع بعضهم البعض لتحقيق هدف واحد.

متطلبات مركز الفنون المقام في الجامعة:

مطلوب إخراج تصميم يليق بمدرسة ومركز الفنون بجامعة حلوان الجديدة. مع الأخذ في عين الاعتبار الأهمية الشديدة لتصميم بيئة خلاقة تلهم الطلاب الدارسين وتجعلهم غير مقيدين بغرفة أو فراغ معين. التصميم لابد أن يسهل الحركة ويوفر الفراغات الهادئة أيضاً. أخيراً, من المهم للغاية أن يتم خلق تصميم متميز بين تصميمات الكليات الأخرى, وذلك لإضافة حس إبداعي وفني ومتميز عن باقي الأقسام الأخرى في الجامعة.

خطوات التصميم والمراحل التي مر بها :

أول خطوة لبدء التصميم هي بحث متطلبات المشروع. كان من المهم جداً زيارة موقع المشروع أكثر من مرة وتحليل العوامل الطبيعية مثل الرياح ودرجة الحرارة وشدة أشعة الشمس, بالإضافة إلى معرفة مناطق الضغط الكهربائي العالي وتجنبها. بما أن الموقع كان أيضاً يتميز بالحدة الشديدة من حيث تدرجات خطوط الكنتور كان من المهم معرفة أين ومتى يمكن أن يتم تعديل خط واحد من هذه الخطوط، ومتى يلزم أن يحافظ عليها, حيث أنه من المهم الحفاظ على الشكل الأصلي للموقع قدر المستطاع.

بعد تطوير هذه الدراسات إلى رسومات موقع عام فعلية, تم تقسيم أجزاء الجامعة في الأراضي بناءً على علاقة كل جزء بالآخر.

عند هذه النقطة بدأت مرحلة التصميم الفعلية. التصميم بدا بعمل عدة بدائل تصميمية للمشروع, تحتوي جميع الأفكار والنظريات التي يمكن التفكير بها. كان من المهم أيضاً أن أجعل عدة نظريات معمارية تتداخل مع بعضها البعض مثلاً؛ تمت الاستعانة ببرنامج بسيط مكتوب بلغة جافا يقوم بتوفير نقاط جذب ونقاط دفع. وقد استخدم في تحليل الارض لتحديد النقاط الإيجابية والسلبية فيها؛ وبالتالي فإنه يخلق محيطاً للتشكيل, هذا المحيط يكون أفضل مجال لتصميم المنشأ بحيث يتناسب مع الارض.

زيارة كلية فنون كان شيئاً رئيسياً. حيث أنه من المهم فهم احتياجات الطلاب الفعلية، وذلك لمحاولة خلق فراغات وظيفية ولكن ملهمة قدر المستطاع.

النتائج:

مع تقدم العمل, كان من المهم متابعة كل خط تصميمي في المسقط الأفقي بتشكيل ما في كتلة المشروع. كان يجب الحفاظ على سير العمل بين تصميم الفراغات الداخلية وتصميم النظام الإنشائي الذي يسمح بوجود سقف أخضر مائل, ونظام إعادة تدوير لمياه الأمطار وتجميعها. كما أن النظام الإنشائي كان لابد وأن يسمح بوجود مساحات وبحور واسعة للفراغات الداخلية.

النتيجة النهائية نجحت في تحقيق متطلبات المشروع بنسبة 85% على الأرجح، وهي نسبة تمثل رأيي الشخصي. حاولت قدر المستطاع مواجهة كل نقطة تصميمية أو تقنية بنقطة مستدامة. توفير الفراغات الطبيعية الداخلية وتصميم منتزه خارجي مع وجود بحيرة اصطناعية, كل هذه الامور من أجل تقليل الفجوة بين الإحساس بالانغلاق والإحساس بالتحرر.

رأيي الشخصي, أعتقد بأن التصميم كان من الممكن أن يتم تطويره أكثر. كما يتفق الجميع بأن المنشآت المعقدة تستلزم الدقة الشديدة في تصميمها, لأنه وببساطة إذا كان ذلك المنشأ المعقد غير دقيق فهو غير حقيقي.

المعماري: معتصم محمد عصمت البريد الالكتروني: [email protected] الهاتف: +20 24822547

إقرأ ايضًا