أحلام الرؤوساء… هل تحققها العمارة؟

9

يوماً ما حلم الشيخ بن راشد بن سعيد آل مكتوم بعاصمة اقتصادية للإمارات العربية المتحدة وكانت دبي، فهل تسير مدينة دجيبلوهو التي يحلم بها يودورو اوبيانغ؛ رئيس غينيا على خطى دبي، وتصبح العاصمة الإدارية لغينيا…

فقد حلم الرئيس الغيني بمدينة تمتد على 8.150 هكتارات وتستوعب 160 ألف شخص من أبناء غينيا، لم تكن هذه المدينة بمدينة عادية، فهي معاصرة، ولكن روحها غينية وهويتها غينية.

ولم تبق مدينة دجيبلوهو هذه رهينة الأحلام، بل تحولت إلى واقع على أيد فريق IDF ،Ideas For The Future.

حيث تقع هذه المدينة في مقاطعة ويل-نزاس على بعد 20 كم من مطار مونغومين بين نهر ويل وغابة استوائية كثيفة، لذا نلاحظ بأن مفهوم التصميم يهدف للحفاظ على المشاهد المائية الطبيعية.

فقد قام فريقIDF بتنظيم مباني مدينة دجيبلوهو ضمن خطة متعامدة بالاستفادة من شبكة الخطوط الطرقية القائمة، وقد سمح هذا الشكل المتعامد بتسهيل الوصول من وإلى مركز المدينة قدوماً من القرى المجاورة، كما وتم تنفيذ أربعة شوارع لتنظيم حركة المرور، أحد هذه الشوارع هو شارع دجستس أفنيو بعرض 81 م وطول 3,629 م، حيث يعتبر هذا الشارع المحور الرئيس للحياة العمرانية، الذي تبلغ ذروته في القصر الرئاسي.

كما ويقع وسط شارع “شانزلزيه غينيا” هذا مبنى من 6 طوابق يضم مكاتب ومحال تجارية، وغيرها من المرافق العامة والسكنية، التي تتوافق مع مجموعة متنوعة من الأنشطة العمرانية، عدا عن هذا المبنى، يمكننا أن نلاحظ كاتدرائية يمكن الوصول إليها عن طريق سكة حديدية.

بالتوازي مع هذا الطريق وعلى مقربة من نهر ويل، تم تنفيذ محور أُطلق عليه اسم محور الطبيعة، حيث توجد العديد من المرافق الثقافية والترفيهية، وتحتل هذه المرافق موقعاً استراتيجياً بالاستفادة من العناصر الطبيعية، وخاصة البحيرة التي ستنجم عن توسيع الأنهار.

على الرغم من أن الخطة بأكملها تقترح مساحات متعددة الوظائف، فإنها تكشف عن مساحات متخصصة تغلب فيها بعض الأنشطة على أنشطة أخرى، فهناك مرافق ثقافية وسياحية ودينية وإدراية وتعليمية ورياضية وصحية وتجارية وترفيهية، ولكنها جميعاً على اختلاف الخدمات التي تقدمها، تهدف للحفاظ على المشاهد المائية الطبيعية.

فلا يخفى على أحد تعرض الأنهار في غينيا للفيضانات سنوياً، الأمر الذي عزا بفريق IDF التفكير بإجراءات للحيلولة دون انجراف التربة في مرافق دجيبلوهو، وإحدى أبرز هذه الإجراءات:

– تنفيذ أحواض للاحتفاظ بالمياه.

– حماية الغطاء النباتي الطبيعي.

– حماية المناطق المتاخمة للمجاري المائية.

– تنفيذ السدود.

– تنفيذ قناة لتحويل المياه الفائضة.

هذه هي الملامح الرئيسة لمستقبل المدينة؛ العاصمة الإدارية لغينيا الاستوائية، التي سوف تحمي الطبيعة المحيطة بها (النهر، والمجاري المائية والغطاء النباتي القائم)، وتقدم مرافق عامة متطورة وصديقة للبيئة.

فمدينة دجيبلوهو كمدينة معاصرة، سوف تجتذب السكان بسبب هيكلها البيئي وقدرتها على تحقيق وسيلة معيشة مستدامة من شأنها أن تجعل السكان في غينيا بشكلٍ عام فخورين ببلادهم.

إقرأ ايضًا