الصين؛ من شلة أعداء الطبيعة لأصدقاء البيئة

18

يبدو أن الصين على وشك أن تفارق شلة أكبر مصادر التلوث في العالم وتنضم لفريق أعز أصدقاء البيئة.

فقد كلّفت مؤخراً كبرى شركات الصين الزراعية شركة مور روبيل يندل الأمريكية للعمارة والتخطيط MRY بإنجاز الخطة الرئيسة لمشروعٍ تطويري سكني وزراعي يمتد على حوالي 1,215 هكتار على بعد ثلاثين ميلاً جنوبي غربي العاصمة بكين.

ويحمل المشروع اسم “الوادي الزراعي البيئي”، ومن المفترض أن يكون مشروعاً خالياً من انبعاثات الكربون، أي صديقاً للبيئة بجدارة.

فمع كل المخاوف التي انتشرت مؤخراً فيما يتعلق بتلوث الطعام في الصين، تعمل شركة COFCO التي يتم المشروع لصالحها على أن يبقى اسمها مرتبطاً بسلامة الطعام ونظافته، حيث وحسب كلمات السيد جيمس ماري أوكونر، مدير MRY “]ترى [COFCO نفسها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا الخضراء، لذا تكمن فكرتهم في تنفيذ المشروع كتجربة واعدة يمكن تكرارها في عدة مناطق من الصين.”

ودخولاً في التفاصيل، يقع الوادي البيئي في أرضٍ زراعية سابقة ولكن غير فعالة في منطقة فانغشان قرب طريق سيفينث رينغ، وهو الموقع المستقبلي لنقطةٍ التقاءٍ للطرق الحديدية.

ومن المأمول مستقبلاً أن تقدم المنطقة مساكن ذات كثافات مرتفعة وأخرى متدنية تكفي لحوالي ثمانين ألف أو مئة ألف نسمة، إلى جانب فندق ومركز للمعارض وملعب للغولف ومستنقعات مستصلحة، هذا عدا عن مختبرات الأبحاث والمنازل البلاستيكية ومنطقة الإنتاج الزراعي، التي ستنتج الذرة والشعير وفول الصويا والفواكه والخضراوات المتنوعة، والمداجن العديدة التي تتضمنها الخطة.

وسيحيط بالخطة بأكملها بـ “حلقة الاكتشاف”، التي ستتسع لعدة أنماطٍ من النقل، بما في ذلك الدراجات الهوائية والحافلات ذات الوقود الحيوي.

الجدير بالذكر هنا أنه في حال نجاح هذه البادرة فإن هذا المشروع سيكون أول مشروع ضخم ينتج الطعام بطريقةٍ مستدامة، فمدينة مصدر أبوظبي بتوقيع العظيم نورمان فوستر يكمن تركيزها الأساسي على الطاقة المتجددة.

أما مشروع الوادي الزراعي البيئي فهو حسب كلمات السيد أوكونر “مشروعٌ تحلم به في استديوهك المعماري ولكنك لا تصدق أبداً أنك ستجد عميلاً له… فمع التطوير الهائل الذي شهدته الصين، وخاصةً في قطاع العقارات، ترغب الحكومة الآن بإبطاء هذه الحركة وإيجاد طرقٍ أكثر خضرة لتنفيذ المشاريع.”

يُذكر ختاماً أن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن إنشاء مركز المعارض مع مساكن المزارعين وبعض المناطق التي ستكتمل في عام 2012، في الوقت الذي ستنتهي فيه المراحل الباقية كلها مع قدوم 2020 بكلفةٍ تُقدر بثلاثمئة مليون دولار.

إقرأ ايضًا