الغرفة الأكثر هدوءاً على الكرة الأرضية

45

تقوم الغرفة الأكثر هدوءاً على الكرة الأرضية، بعزل الأصوات تماماً عن العالم الخارجي، وفي الوقت ذاته الوقت تجمد جميع الأصوات التي تصدر بداخلها، ما يجعلها غرفة “عديمة الصدى،” لا يتكرر الصوت بداخلها بأي طريقة ممكنة.

هذه الغرفة في مبنى رقم 87 في مقر شركة مايكروسوفت في ريدموند، واشنطن، يعترف بها بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية كالغرفة الأكثر هدوءاً في العالم، إذ يبلغ قياس الضوضاء بداخلها 20.35 ديسيبلاً تحت الصفر، أي أقل بـ20 ديسيبلاً من عتبة السمع البشري.

 

 

 

يقول هوندراج جوبال، عالم الصوت والسمع، والمصمم الرئيسي للغرفة، إنه بمجرد دخول المرء إلى الغرفة، سيشعر على الفور بإحساس غريب وفريد يصعب وصفه، مضيفاً: “معظم الناس يجدون غياب الصوت بمثابة مسبب للطرش، إذ يشعرون بامتلاء في الأذنين، أو أحياناً يسمعون صوت الرنين. كما تصبح أيضاً الأصوات الضعيفة جداً، مسموعة بشكل واضح، ﻷن الضوضاء اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ بها ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ جداً، ما يجعل سماع صوت عظامك داخل الجسم عند تحريكها أمراً ممكناً. تبدأ بسماع صوت تنفسك، وغالباً ما يبدو الصوت عالياً جداً.”

 

 

ويعتبر صوت الضوضاء داخل الغرفة منخفضاً جداً لدرجة أنه يقترب من أدنى عتبة صوت حددها علماء الرياضيات، أي انعدام الصوت، والتي يتبعها الفراغ، أو غياب الصوت.

ولتحقيق هذا الصمت المطلق بداخلها، صممت الغرفة ببنية تشبه شكل البصلة، تعزلها عن بقية المبنى والعالم الخارجي. وتتكون الغرفة من ست طبقات من الاسمنت والصلب، وهي منفصلة نوعاً ما عن المبنى المحيط بها، لأنها تقع على رأس مجموعة من الزنبركات التي تخفف من حركة اهتزاز الصوت. في داخل الغرفة، توجد مجموعات من الألياف الزجاجية على الأرض والسقف والجدران، هدفها تفتيت الموجات الصوتية قبل أن تتاح لها فرصة الارتداد داخل الغرفة، بينما صممت الأرضية أيضاً من شبكة من الكابلات المعلقة التي تمتص الصوت.

ويبلغ قياس الضوضاء بداخل الغرفة العادمة للصدى، 20.35 ديسيبلاً تحت الصفر، أي أقل بـ20 ديسيبلاً من عتبة السمع البشري.
 …………………………………..

 

تسمى الغرف المشابهة بهذه، “عديمة الصدى” لأنها لا تنتج أي صدى، حيث تمتص الجدران الصوت تلقائياً، دون ارتدادها داخل الغرفة.

تستخدم مايكروسوفت الغرفة لاختبار المحولات والآلات من مجموعة واسعة من المنتجات، مثل لوحات المفاتيح وأجهزة الكمبيوتر.

صمم الغرفة هوندراج جوبال، عالم الكلام والسمع. وقد استغرق بناء الغرفة حوالي سنة ونصف.

 

 

 

غالباً ما تبنى الغرف الكاتمة للصدى ببنيات متماثلة. هذه الغرفة في أورفيلد لابز” في مينيابوليس، مفتوحة لعامة الناس، وتحتوي على 1/20 من مستوى الضوضاء الذي يقاس في غرفة نوم هادئة للغاية وقت الليل.

وقد حازت غرفة “أورفيلد لابز” على لقب “الغرفة الأكثر هدوءاً في العالمبحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية مرتين، في العامين 2004 و2012، قبل أن تفقد اللقب لشركة مايكروسوفت في العام 2015.

وتتخذ الغرفتان شكل كتلة من الصلب والأصداف الاسمنتية المنفصلة عن بعضها البعض، والتي تفصلها طبقات فارغة تمتص للصوت. وتصل سماكة الجدران إلى حوالي 30 سنمتراً.

وقد صنعت الأرضية من شبكة سلكية مشققة تستخدم في صناعة الطيران، ما يقلل الانعكاسات الصوتية.

 

 

إقرأ ايضًا