المعهد الأمريكي للعمارة يطلق حملة “العمارة من أجل التعليم”

9

في خطته لدعم المرافق التعليمية من ناحية التخطيط والتنظيم، شرع المعهد الأمريكي للعمارة AIA في إطلاق حملةٍ جديدة تحت عنوان العمارة من أجل التعليم، حرصاً منه على خلق مرافق تعليمية مُثلى لنمو صحيٍ للطلاب، وقد تألقت في جوائز تصميم المرفق التعليمي هذه السنة تسعة مشاريع هامة تم إدراجها تحت ثلاثة فئات هي التقدير والجدارة والتميز.

إذ ركز تصميم المدرسة الإبتدائية والثانوية على نوعيةٍ معمارية ممتازة من شأنها أن تضفي معنىً جديد على عملية التعليم من خلال ترجمة الطابع الأصلي للموقع، ولذلك نرى التصميم يتحلى بعلاقةٍ غنية ومتنوعة مع الطبيعة المحيطة، فمن مشاهد الجبال والتضاريس المنحدرة إلى الساحات والجسور وصولاً إلى الأشجار والصخور، استطاعت الطبيعة أن تثري البيئة التعليمية.

فقد نجح مركز علوم وحياة الطلاب بتوقيع Michael J. Homer وبوحيٍ من وظيفة المدرسة وثقافة وادي سيليكون المجاورة في تقديم بيئةً تعليمية فريدةً من نوعها من شأنها تشجيع البحث العلمي ورعاية مجتمعٍ تعليميٍ قوي إلى جانب تعزيز الإدارة البيئية، من جهةٍ أخرى يضم المبنى على أكثر من 44,100 قدم تربيعي واحداً من أهم التصاميم الهجينة من ثمانية فصولٍ دراسية علمية متطورة ومدرج وقاعةً للطعام ومكاتب خاصة بشؤون الطلاب، كما ويتميز المبنى باستهلاكه نسبة 69 في المئة من الطاقة مقارنةً بمباني المدارس النموذجية في الولايات المتحدة، محرزاً بذلك لقب أول مبنى مدرسي يحصل على شهادة LEED هناك.

ونصل إلى مركز BRITE الذي يعد حلقةً مفصلية في مبادرة كارولاينا الشمالية على مستوى الولاية في القطاعين العام والخاص، تم التركيز عليها لتوفير التدريب العملي لطلاب المرحلة الجامعية وطلاب الدراسات العليا من المهتمين بالعمل في صناعة التكنولوجيا الحية المتنامية في الولاية، وفي سبيل ذلك تم تصميم العديد من مختبرات البحوث لتستوعب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على حدٍ سواء ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى الارتفاعات الشرقية والغربية في إشارةٍ إلى سلاسل الحمض النووي معقدة البنية والتي تكون معبرةً في الوقت نفسه عن مهمة المبنى التعليمية.

ونصل إلى الفئة الثانية تحت عنوان الجدارة، وتندرج مدرسة MPES تحت هذ الفئة بكل جدارة، حيث يتمحور تصميمها حول الفرضية القائلة بأن الناس وخاصة الأطفال منهم لا يمكن أن نتوقع منهم الحفاظ أو حماية شيءٍ ما لا يمكنهم فهمه، وبذلك خدم تصميم المدرسة كأداةٍ للتعليم من شأنها هداية الأطفال نحو طريق المراقبة البيئية، فمن الداخل إلى الخارج تم دمج التصميم المستدام مع المناهج الإبتدائية، كما وجاء قرار التصميم بإقحام الملامح التعليمية بأكبر نسبة ممكنة.

من جهةٍ أخرى يمكننا أن نلاحظ بأن المساحات التعليمية الداخلية مفتوحة على العديد من المشاهد الساحرة مثل غابات البلوط المختلطة المجاورة، بينما تقع الصفوف الإبتدائية قبالة حقلٍ من الطحالب والسراخس المظللة، وأخيراً تتميز ساحات المدرسة بأشجارها وأوراقها المتساقطة آخذةً الأطفال برحلةٍ نحو الغابة الشرقية.

مدرسة أخرى تحتل هذه الفئة ألا وهي مدرسة Gray المتوسطة، التي استطاعت أن توحد موقع المدرسة والتصميم في بناءٍ عالي الأداء استطاع بدوره أن يجمع ما بين الطلاب والأساتذة والمجتمع، وفي تفاصيل التصميم، نلاحظ وجود معرض من طابقين من شأنه توفير منتدى ديناميكي لتشجيع الاتصال والتعاون، كما وتعزز مساحات التعليم من هذه العلاقات الإيجابية والهوية المشتركة لأجزاء المدرسة، من جهةٍ أخرى يدعم مبنى المدرسة المستدام الأهداف التعليمية ويركز على دمج المناهج الدراسية والأنشطة اليومية في بيئة صحية، ويتجلى ذلك بالنظر إلى مناطق التعليم الخارجية والملامح الخضراء المرئية التي استطاعت مجتمعةً أن تربط الطلاب مع العالم فضلاً عن الحفاظ على الموارد الطبيعية وإشراكهم في زراعة مجتمعات الغد المستدامة.

وبهذا نصل إلى الفئة الثالثة والأخيرة وهي فئة التميز، حيث استطاعت مظلات المدرسة الأنيقة والمنحدرة في مركز فوستر لإبداع الطلاب أن تعكس الهضاب المشجرة من وادي نهر ميكنزي إلى الجنوب والشمال، بينما ساهمت الكسوة الإسمنتية للكتلة المائلة بخلق إيقاعٍ من شأنه التعبير عن حجم تلك الهضاب وعلاقة المبنى مع موقعه.

أما وإلى الداخل فترتبط أجنحة الصفوف بمساحاتٍ عامة منخفضة الأسقف لتطويق صفوف الأطفال، في الوقت الذي تقوم فيه الجدران الزجاجية ذات الأطر الخشبية بالكشف عن مشهدٍ ساحر في الخارج وجلب الضوء باتجاه ممر الدخول والمكتبة والأماكن الشائعة، كما ويعكس استخدام الأخشاب الغنية الأهمية التاريخية لصناعة الخشب في سبرينغ فيلد بالإضافة إلى الحِرف اليدوية المحلية.

إنها أشبه ما تكون بلوحة إعلانات من القرن الحادي والعشرين، فهذه المدرسة المعاصرة ما هي إلا تتويجٌ لرؤية امتدت على عشر سنوات قبل أن يتم تنفيذها، حيث أرادت إدراة المدرسة التأكيد على تجربة العالم الحقيقي حيث يمكن للطلاب العمل بشكلٍ مستقل أو في مجموعات، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الثقة والمسؤولية، والأهم من هذا وذاك طرح نموذج الإشراف البيئي كأداةٍ تعليمية.

ويتميز التصميم أيضاً بتدفئة حرارية أرضية ونظام تبريد فريد، كما وتعلوه أسقفٌ خضراء تغطي حتى 40% من المبنى، وحديقةٌ تعليمية تدعم مفهوم طرح المناهج التعليمية في قالبٍ بيئي، من جهةٍ أخرى وبدعم من موقع المدرسة في وسط المدينة وبالتحديد في إحدى أهم المقاطعات الأكاديمية، توفر المدرسة منهجاً جامعياً مبكراً بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن المجاورة.

فقد جاء التصميم الجديد ليحاكي مبنى المدرسة القديم الذي يعود إلى عام 1882، فضلاً عن احترامه للعمارة التاريخية وعكسه لمعايير الجامعة التقنية في آنٍ واحد، وبالفعل استطاع أن يضفي لمسة من الحداثة على إحدى أهم المباني المحلية والذي يعد معلماً تم تصنيفه في السجل الوطني للأماكن التاريخية، وأخيراً فإن التصميم الجديد هو قيد الدراسة قبل الحصول على شهادة LEED الذهبية، ومن جملة أهداف مبنى المدرسة تحسين الأداء الحراري والصوتي للمبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر دون المساس بطابعه الفريد.

وأخيراً فلقد استحق مركز فوستر لإبداع الطلاب شهادة LEED فضية لقدرته على رعاية الابتكار وروح المبادرة، فبحكم وقوعه في إحدى أهم الأجزاء في الجامعة، ركز تصميم المركز على خلق جسرٍ للإبداع والتواصل والتسويق مع الجامعة، كما ونراه متوازناً بالنظر إلى المساحات الداخلية والخارجية وما بين العمل الجماعي وبين التفاعلات التجارية الرسمية، لتمكين أصحاب المشاريع من سد الفجوة بين الفكرة الجيدة والمنتج التجاري، وأخيراً وليس آخراً يترككم المركز لتستمعوا بإطلالةً شاملة وكاملة على البيئة المحيطة.

إقرأ ايضًا