جائزة “الأسد الذهبي” تجمع الشعوب تحت لواء العمارة

5

على الرغم من أن معرض العمارة العالمية في دورته الثانية عشر؛ والذي يقام كل سنتين في مدينة البندقية الإيطالية كجزءٍ من معرض Venice Biennale، لن يفتح أبوابه حتى أواخر شهر آب وبالتحديد 29 الشهر، أعلن المنظمون مسبقاً أن رِم كولهاس سيحصل هذا العام على جائزة الأسد الذهبي عن إنجاز العمر، وهي أهم جائزة يمنحها المعرض الفني المعاصر الأول من نوعه في العالم، كما وسوف يتم تكريم المعماري الياباني Kazuo Shinohara الذي غادرنا في عام 2006.

تُمنح جائزة الأسد الذهبي عادةً للشخصيات الرائدة في هذه المهنة، فقد شملت قائمة الفائزين مؤخراً العديد من الأسماء الكبيرة والهامة أمثال فرانك غيري وريتشارد روجرز وبيتر آيزمان وتويو إيتو. أما رِم كولهاس، وجنباً إلى جنب مع Zoe Zenghelis و Madelon Vriesendorp، فقد امتاز من بين الجميع بتأسيس شركته OMA في عام 1975؛ الشركة المعمارية الشهيرة، في حين استطاع وفي عمر الخامسة والستين أن يحافظ على لقبه كأحد المصممين الرواد، فضلاً عن كونه مفكراً من نوع خاص له بصمته الخاصة في مجالات الهندسة المعمارية والعمرانية والمجتمع المعاصر.

“لقد وسّع رِم كولهاس حدود الهندسة المعمارية، إذ ركز على تفاعل الناس ضمن إطار المساحة الواحدة، وكانت النتيجة العديد من المباني التفاعلية التي نجحت بجمع الناس جنباً إلى جنب، وبهذه الطريقة، استطاع كولهاس أن يخلق أهدافاً طموحة للعمارة، فلقد تجاوز تأثيره ما وراء العمارة، حيث يشعر الناس من كافة الشرائح ومن كافة أنحاء العالم، بنفسٍ حرٍ يخيم على أعماله”..بهذه الكلمات عبّر Paolo Baratta عن إعجابه بأعمال المصمم المميزة؛ وهو رئيس مجلس إدارة معرض Venice Biennale.

أما Shinohara، الغائب الحاضر في هذا الحدث العالمي، والذي يعتبر مؤسس مدرسة Shinohara المعمارية، فقد اقتصر تأثيره على فن العمارة اليابانية، وتوجيه شخصيات مثل تويو إيتو وItsuko Hasegaw، كما وسعى Shinohara إلى التوفيق ما بين الحداثة والملامح الجمالية اليابانية، وكانت النتيجة أن أصبحت اليابان واحدةً من أهم المراكز العالمية للتصميم المعاصر، وتشهد له قاعة Centennial في معهد طوكيو للتكنولوجيا على ذلك.

وكما جمع Shinohara بين الفن المعاصر والروح اليابانية التقليدية..وكما نجح كولهاس بجلب الناس جنباً إلى جنب، تميز المعرض العالمي هذه السنة وبدورته الثانية عشر وتحت لواء المعمارية Kazuyo Sejima مؤسسة شركة SANAA، بعنوانٍ عريض ألا وهو “الناس يلتقون في العمارة”، لخّص المصممين الكبار أهم نقاطه باستحقاقهما جائزة “الأسد الذهبي” هذا العام وفي هذا الوقت بالذات.

فهل يمكن يا ترى، ونحن في القرن الحادي والعشرين، أن ترفدنا العمارة بقيمٍ جديدة وأسلوب حياةٍ جديد في الوقت الحاضر؟

ولمعرفة النتيجة، لا يسعنا سوى الانتظار، كما هو حال Sejima، آملين أن يقدم لنا هذا المعرض فرصةً للتعرف على إمكانياتٍ معمارية متعددة، ومناهج أخرى جديدة تكشف كلٌ منها عن أسلوب حياةٍ مختلفٍ عن الآخر.

إقرأ ايضًا