البناء في إسبانيا… أكثر انفتاحاً

14

بعد طول انتظار تسلم قاطنو مبنى “سيلوسيا” مفاتيح شققهم التي انتهت للتو… فقد انتهى Jacob van Rijs من شركة MVRDV المعمارية بالاشتراك مع المعمارية الإسبانية Blanca Lleó من تصميم هذا المجمع السكني بالقرب من مبنى الميرادور الشهير، والذي كان هو الآخر ثمرة تعاونٍ مسبق.

ويكشف هذا المجمع عن 146 شقة سكنية جاهزة للبيع بأسعارٍ معقولة والعديد من المساحات التقليدية فضلاً عن مرآبٍ للسيارات ومحال تجارية وكل هذا في مساحةٍ لا تتجاوز 21,550 م2 وبميزانيةٍ تبلغ حوالي 12,6 مليون يورو، كما وقد ارتأى الفريق المعماري أن تكون الكتلة مفتوحة للسماح بدخول الضوء والهواء الطبيعي وتأمين مساحاتٍ خارجية على نقيض المباني المحيطة.

من جهةٍ أخرى أرادت مؤسسة الإسكان العام في مدينة مدريد EMVS، وهي الجهة المالكة للمشروع تقسيم حجم المجمع إلى ثلاثين كتلة صغيرة من الشقق، ومن ثم رصف هذه الكتل على نمط المربعات بشكلٍ متجاور ومتعاقب صعوداً مع التركيز على وجود فتحاتٍ واسعة لتشغلها ساحات مشتركة تتوزع عبر المبنى.

حيث يمكن الوصول إلى الشقق المؤلفة من غرفة أو غرفتين أو حتى ثلاثة غرف نوم عبر هذه الساحات، ويسترعينا هنا بأن كل شقة من هذه الشقق يمكنها أن تحظى بمساحة خارجية وراء الباب الأمامي، كما ويمكن للسكان الاجتماع في هذه الساحات الشاهقة والاستمتاع بمشاهدة المدينة والجبال على مدار السنة، ولا ننسى التهوية الطبيعية في فصل الصيف حيث يمكن أن تفتح الأبواب الأمامية لترتبط المساحات الخارجية الخاصة بكل شقة مع الساحات المشتركة.

أما واجهة المجمع فقد تم إكساؤها بالإسمنت بطريقة صب القوالب، وهي طريقة فعالة ونظيفة تسهم في خفض كلفة البناء إلى الحد الأدنى، وهو ما يميز هكذا مشاريع اجتماعية، بينما تم اختيار كسوة البولي يوريثين لجعل الواجهة تلمع وتتألق تبعاً للضوء المسلط عليها، في الوقت نفسه نلاحظ بأن جميع النوافذ الممتدة من الأرض وحتى السقف محمية من الشمس بالكامل.

ونأتي على قضية التهوية إذ تحظى كل شقة بتهويةٍ شاملة عبر واجهتين أو ثلاث، الأمر الذي يفسح المجال أمام إطلالة واسعة على المناطق المحيطة، كما وقد تم استخدام نظام الصهاريج ذي الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة في المبنى، وهو عبارة عن ألواح شمسية مثبتة على السطح تقوم بتسخين المياه وخفض استهلاك الطاقة في الوقت نفسه.

ومن السطح إلى تحت الأرض نذكر أنه قد تم بناء مرآب للسيارات على طابقين، حيث يوفر هذ المرآب 165 موقفاً للسيارات، بينما يكشف الطابق الأرضي عن ستة وحداتٍ لبيع التجزئة!

وأخيراً وبالعودة إلى مبنى الميرادور الذي تحدثنا عنه منذ قليل والذي أسفر عن شراكةٍ مثمرة في عام 2005 ما بين MVRDV و Blanca Lleó لابد لنا من أن نعقب بأنه يكشف عن كتلة البناء التقليدية في وضعها العمودي في الوقت الذي تم رصف وبناء “سيلوسيا” أفقياً حول ساحةٍ داخلية، وهو ما يعارض أسس العمارة في المنطقة إن كان من ناحية جلب الضوء إلى الداخل أو وجود المساحة المشتركة… آخذاً بيد البناء في إسبانيا نحو أسلوب حياةٍ أكثر انفتاحاً باعتبار أن كل شقة مفتوحة على الساحة الصغيرة المجاورة لها.

إقرأ ايضًا