من مبنى سكني إلى بنيةٍ تحتيةٍ متكاملة

7

قام المعماري Alessandro Liberati بطرح تصميمٍ غريبٍ للغاية يدعى Efficient Living Machine أو آلة العيش الفعالة، حوّل فيه المبنى إلى بنيةٍ تحتية قادرة على تحسين وتوسيع نمط الحياة في المدينة، حيث باتت ناطحة السحاب في مفهوم Liberati عبارة عن نظامٍ من الشبكات المتداخلة فوق البيئة القائمة في محاولةً لرؤية المدينة بطريقةٍ مختلفة.

وتضم هذه الشبكات طبقاتٍ مختلفة من الأنشطة المبرمجة بدءاً من المناطق الترفيهية والمزارع إلى الحدائق العامة والمناطق التجارية، وعن المشروع يعلّق Liberati بقوله “يمكن لناطحة السحاب خاصتنا أن تقدم للمواطنين أساليب حياةٍ مختلفة تبعاً لتواجدهم، حيث يمكن للمرء هنا أن يتنقل ما بين أجواء المزارع والترفيه والحدائق العامة إلى الشقق السكنية والمكاتب، والتي ترتب جميعها ارتباطاً وثيقاً مع الوظائف المتنوعة الموجودة مسبقاً في المدينة.”

وعلى الرغم من أن المشروع يوفر أنشطةً جديدة كلياً إلا أن بمقدوره دمج محطات المترو في نسيج المدينة العمراني القائم في الوقت الحاضر وفي المستقبل على حدٍ سواء، وفي هذا الصدد يشرح لنا Liberati قائلاً “لقد استطاعت هذه الكتلة المكانية أن تزيد من فعالية بقية الوظائف التي بات بإمكانها أن تتحرك وتغير من شكلها تبعاً للتصميم الداخلي لكل محطة لمتابعة القوى الاجتماعية الاقتصادية المحركة للمدينة في ظل التغير المستمر وجعلها نقطة تحول في التصميم.”

وترتبط الشبكتين عبر طريقٍ عمودية تضم وسائل النقل المختلفة وتقوم في الوقت نفسه بتأمين مساحاتٍ عامة لإقامة علاقاتٍ اجتماعية، حيث تم تصميم هذه الطرق العمودية لتخدم كمولداتٍ لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمدينة الجديدة إن كان من حيث الكهرباء أو الغذاء أو الحرارة أو الأكسجين.

وما زلنا في نفس السياق إذ يتم توليد الرياح بفعل توربينات الرياح والنظم الضوئية عالية التركيز إلى جانب النظام الهيدروجيني، أما الغذاء فيتم إنتاجه في المزارع في الوقت الذي يُستعان بعملية تخمير النفايات العضوية من المزرعة وباقي المدينة لتأمين التدفئة، وأخيراً وليس آخراً يتم إنتاج الأكسجين من التحليل الكهربائي ومن ثم يُوزّع على المباني السكنية لتحسين نوعية المعيشة، فضلاً عن وجود نظامٍ لجمع مياه الأمطار التي يتم تنقيتها فيما بعد وإقحامها في النظام من جديد.

إقرأ ايضًا