خطوة معمارية على طريق توحيد الكوريتين

6

بعد أن كانت مجرد قناة مهملة لجر المياه، باتت قناة ChonGae من أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان في سيؤول، كوريا الجنوبية، فقد قامت المعمارية Mikyoung Kim مؤخراً بإعادة تطوير القناة التاريخية، التي تمتد على أكثر من سبعة أميال بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، في خطوة هي الأبرز من نوعها على طريق توحيد الكوريتين.

وقد كان تخليص مياه النهر من التلوث فضلاً عن تحويل أجزاء متهدمة من البنية التحتية العالية -الممتدة على أكثر من أربعة أميال- إلى منطقة مشاة إحدى أولويات Kim، الأمر الذي سيشجع أهالي سيؤول على زيارة القناة التاريخية، ويخفف في الوقت نفسه من حدة الفيضانات التي تصيب المدينة ويحسن من نوعية المياه.

أما عن الأحجار المحلية المستخدمة في تأطير الساحة العمرانية فقد تم جلبها من ثمانية مقاطعات مختلفة من كوريا الشمالية والجنوبية على حد سواء، وبهذا نجحت المعمارية كورية المولد في إعادة تطوير هذا المركز العمراني الهام من جديد بعد أن كان مهملاً لسنوات عدة، حيث تبدأ قناة ChonGae من وسط سيؤول التجاري، قبل أن تتدرج في أنحاء المدينة.

بعد ذلك قامت Kim بإضاءة مصادر المياه الثمانية بألياف بصرية (في إشارة إلى عدد المقاطعات في الكوريتين)؛ في محاولة لإبراز النواحي الجمالية في تصميم القناة، وقد ساعد تدرج مستويات المياه على التخفيف من حدة الفيضانات التي تحدث هاهنا خلال فصول الرياح الموسمية، فضلاً عن تشجيع العامة على الاقتراب من النهر.

يُذكر أن هذه الخطوة هي الأولى في مشروع إعادة تطوير النهر الممتد على أكثر من سبعة أميال، ويبدو أن Kim قد نجحت في إعادة حوض التصريف الطبيعي هذا من جديد إلى مشهد المدينة، حيث قوبلت خطوتها بترحيبٍ كبيرٍ في الأوساط العامة، بعد أن تم تسجيل حضور أكثر من عشرة ملايين زائر لزيارة قناة ChonGae منذ افتتاحها في شهر تشرين الأول من عام 2005.

وبغض النظر عن التأثير الإيجابي لهذه القناة على البيئة، تحولت المنطقة إلى مساحة عامة يتجمع بها زوار المدينة، فبعد أن عانت سيؤول في الآونة الأخيرة من ندرة المساحات العامة الطبيعية، بات الآن بمقدور أهالي المدينة القدوم هاهنا جنباً إلى جنب مع السياح، الذين أصبحوا قادرين على الاقتراب ما أمكنهم من مياه النهر التاريخي.

ختاماً نشير إلى أن القناة قد شهدت على هامش مهرجان السنة الجديدة وغيرها من المهرجانات السياسية والموسيقية، زيادة كبيرة في أعداد الزوار، ممن يعتقدون بأن رمي القطع المعدنية فأل حسن، حيث جمعت تلك القطع المترسبة في قاع النهر ووزعت على الفقراء من أهالي المدينة.

إقرأ ايضًا