في تل أبيب، حتى المصممون يزيلون ويشوّشون!

3

في أرضٍ عربيةٍ تكتسحها يد الطاغوت، قدّم Itai Palti مشروع تخرجه من كلية Bartlett School of Architecture في بريطانيا ليسبر من خلاله أغوار الخيال. حيث تم تصميم المشروع في تل أبيب ليكون بمثابة استديو تصوير وساحةً عامة، وليركز على العلاقات العربية اليهودية المشؤومة في فلسطين المحتلة.

فمن خلال تصميم هذا مشروع Case for Curiosity، أي “قضية تثير الفضول”، يلقي Palti الضوء على عيد Sukkot، وهو عيدٌ يهوديٌّ دينيٌّ جسده التصميم بطريقة التنوع الخيالي فيه. حيث يمثّل هذا التقليد نموذجاً لطريقتين من التجوّل في الخيال؛ إحداهما تكون من خلال التعطيل المادي المحسوب لبيئةٍ معينةٍ، والأخرى من خلال التجوّل الوهمي.

وبدمج هذه الفكرة مع فن العمارة، استطاع Palti دراسة الجانب المادي والنفاذ البصري للساحة العامة. وهكذا يصبح استديو التصوير والساحة العامة “سلسلةً من الحوافز البصرية المحرّضة للخيال لتأليف رواياتٍ وقصص جديدة.”

أي حسب تعبير المصمم بشرحه لفكرته في تصميم الساحة العامة: قاد التصميم الناس إلى مساحةٍ دائمة التطور والتغير تجمعهم وتبث فيهم روح الفضول الطبيعية ليتخيلوا الآخرين.

وقد استخدم Palti ليدرس “الحافز البصري” أداة إظهارٍ تسمّى permeascope، وهي أداةٌ تم تصميمها لتُخفي وتجرّد البيئة، فمن خلال إزالة وفصل أو حتى تشويش عناصر مختلفة يتم استخدام تصوّرٍ بصريٍّ جديد “كحافزٍ للفضول”، وهذا تماماً ما تمت ترجمته بلغةٍ معماريةٍ مدروسة.

ومن الجدير بالذكر عن Itai Palti أنه يعيش الآن ويعمل في لندن وتل أبيب إبان تخرجه بمرتبة الشرف وبشهادة تقدير من كلية العمارة The Bartlett School of Architecture في جامعة University College London في لندن. وكان قد عمل جنباً إلى جنب مع المعماري الشهير Kaplicky على المشروع الابتكاري Future Systems، وله الكثير من الإنجازات التي تشهد بعبقريته.

وفي الختام قد يتبادر لذهن القارئ فكرةً مستوحاة من صميم هذا الخبر، حيث يشير المصمم لاستخدامه أداته التصميمة المبتكرة الـ permeascope،فهذه الآلة العجيبة قد استطاعت أن تجرّد للمصمم البيئة المحيطة، ولعل الصهاينة استخدموها قبله، فهي ليست بالاختراع العجيب، ويبدو أن الإسرائيلين بارعين للغاية في استخدامها، فهاهم يزيلون عناصر ويشوشون صوراً في محاولةٍ لإدراك تصورٍ جديدٍ لأرضٍ كانت ومازالت وستبقى “فلسطينية”.

إقرأ ايضًا