انشر رماد الألوان

7

تخيل معي عزيزي القارئ رماداً من الألوان متطايراً في كل مكان…

هذا ما جاءت به الفنانة ميغان غيكلر لمركز Wexner للفنون في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأميريكية، وذلك ضمن فعاليات عرض Six Solos وتحت اسم “انشر رماد الألوان”، لتبهر النقاد الفنيين وتذهل زوار المركز دون أدنى شك.

تتميز هذه التركيبة بتصميمها الذي صنع خصيصاً لمركز Wexner للفنون الذي صممه المعماري العالمي بيتر أيزمان، ليغدو صرحاً معمارياً مميزاً بطرازه التفكيكي.

حيث تمت عمليات الإنشاء في الموقع نفسه وعلى امتداد 12 يوماً متتالياً، كما تم تصوير عمليات التركيب الداخلية كاملةً ليتم عرضها في فيلم فيديو عالي الدقة HD, مرفقاً بموسيقى مميزة كانت خلف استيحاء اسم المشروع؛ وهي أغنية Neighborhood #1 من ألبوم Funeral لفرقة الروك الكندية آركيد فاير.

بعض تعليقات الصحف:

صرحت صحيفة آرت نيوز بأن عرض Six Solos هو واحدٌ من أفضل عشرين عرضٍ في المتاحف الأمريكية حتى الآن. كما أضافت الصحيفة عن لسان كريستوفر بيدفورد، الراعي الرسمي لمركز Wexner للفنون، بأن عمل الفنانة غيكلر لا يعتبر فقط امتداداً للوحة خداع البصر الشهيرة trompe-l’œil التي خدعت جورج واشنطن نفسه, لكنه مشروع تم تصميمه خصيصاً لموقع محدد استطاع مد تأثير فن الخداع البصري إلى الحاضر، وأعاد تنقيح جميع المفاهيم التي استخدمها الدارسون والنقاد في فهم حركة لطالما ارتبطت بقاعدة التاريخ الفني.

أما حسب تصريحٍ للكاتبة Shana NysDambrot في مجلة ARTLTD المختصة بالفنون الديناميكية في أمريكا، فقد جاء التالي: يعود ميل هذه الفنانة للإيقاع والخط والضوء والخداع البصري في الحركة والعمق إلى الفن التجريدي, بالإضافة لعلاقته بالتصوير الفوتوغرافي. فقد استطاعت غيكلر أن تترجم قوانين فن التجريد البصري والتناغم اللعوب في فن التصميم بالحد الأدنى إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد أو حتى رباعية الأبعاد.

أما في موقع Glasstire الإلكتروني المختص بالفنون البصرية,فقد جاء فيه عن لسان CC. Grady أن عمل الفنانة بمنحوتةٍ تجريدية ثلاثية الأبعاد قد أصابه بالدهشة كموسيقى الروك آند الرول في هذه الأيام, فنحن حسب Grady نظل مذهولين من الناحية الثقافية بالواضح والحساس.

كما وصف عملها بالجريء، حيث اعتبر عملية خلق اللون والشكل نوعاً من أنواع الانتصار المرح على عدة مستويات في مجال يتطلب من الجمهور القيام بمجهود فكري وتفسيري.

تصريح الفنانة:

لقد اعتدت أن أقوم بعملٍ واحدٍ في كل مساحة, ليتم بناءه حسب الطلب وضمن الموقع المحدد بطرق نحت غير تقليدية, حيث يكون بالإمكان نقل المنحوتة من مكانٍ إلى آخر وتركيبها بطريقة سهلة،لتصبح هذه التركيبات جزءاً من المساحة.

إن استخدام العمارة في أعمالي ليس مجرد عملية إنشاء وارتباط بالمبنى المنشأ, لا بل على العكس، هي عبارة عن وحي يأتي من شكل المساحة نفسها. فهنا على سبيل المثال، تشابكت القضبان والأعمدة شبكية الشكل مع بعضها لتعكس أكثر ما يميز تصميم بيتر أيزمان في مركز Wexner الفنون، وتوحي بفكرة تركيب “انشر رماد الألوان” الديكوري.

وعن عملي بشكلٍ عام، فأنا آخذ بعين الاعتبار المنظر العام للتصميم لدى رؤيته من زوايا مختلفة سواء من المداخل أو من الخارج أو حتى من الداخل إلى الخارج, وفي أعمالي يجتمع إحساسٌ بالمرح والجدية في نفس الوقت, لأنه وكما هو واضح تأخذ هذه الأعمال مئات الساعات لتنتهي بسبب حجمها الكبير؛ فعلى سبيل المثال يحتل تركيب “انشر رماد الألوان” الديكوري ردهة صالة العرض كلها في المركز.

أما عن طريقة تصميم هذه التركيبة بالتحديد، فقد بدأت العملية بزيارةٍ للموقع ورسمٍ للمخططات بعدها، ليتم فيما بعد إنجاز النماذج التصميمية على الحاسوب للقطعة, ليبدأ العمل على التفاصيل بعدها.

وتختم المصممة كلامها بالتعليق عن عملها لمدة 12سنة في هذا المجال، حيث تصرح هنا أنه وبالرغم من الصعوبات المتنوعة التي واجهتها أثناء العمل فيعمليات التركيب, تبقى هذه الأمور الشيء الذي يجعل العمل أمتع وأكثر تحدياً .

إقرأ ايضًا