من القصص الطريفة التي قد تُعتبر صرحاً معمارياً، أو بناءً بسيطاً ربما، هو ما قام به سكان هلسنكي عاصمة فنلندا بأن بنوا عليّةً عامة ضمن مشروعٍ أسموه Public Attic. وقد يخطر للمرء… ما المقصود بالعلية العامة؟ وهذا ما تُظهره الصور هنا بأنه منزلٌ خشبيٌّ بسيطٌ يرتفع للأعلى عن أحد الشوارع ليوازي بارتفاعه الشارع الأعلى عند مدخله مشكلاً عليّةً لعامة الناس.
وكانت الفكرة من ابتكار طلاب جامعة Bauhaus University إذ خطر لهم أيام مهرجانات هلسنكي عام 2004 أن يوفروا للناس مكاناً عاماً يرتاحون فيه ويصنعون بعض الشاي والقهوة لبعضهم مما يعزز روح التآخي والمحبة بين الناس. كما أن مجرد فكرة أن يكون هذا المكان اللطيف المريح لعامة الناس ولأي شخصٍ يود دخوله يعزز روح الصداقة والتفائل التي ترعاها مهرجانات هلسنكي.
وقد قام الطلاب بجمع مواد بناء العليّة من مواقع البناء في كافة أنحاء المدينة واختاروا مواداً قابلةً للتكرير وأغلبها الخشب. وراودتهم فكرة أن يكون المكان متاحاً ليجلب الناس إليه حاجياتهم الخاصة ويبيعونها أو يبادلونها بأشياء أخرى. ووصفوا المكان بأنه يحكي قصةً بما أن كل قطعة قد تُباع أو تستبدل فيه لها قصتها.
وللناس هناك فلسفتهم الخاصة ورؤيتهم المميزة للمكان الذي أحبوه وتعلقوا به رغم أنهم هدموه بعد المهرجان. إذ يصفون العلية بأنها منزلٌ للذكريات يختلف فيها الوقت عن توقيت العالم، حيث يكون الوقت حقيقياً فيها فقط. ولا يوجد في العليّة روتينٌ أو ضغوطات، حيث ترتبط كل المواد فيها بقصصٍ وذكرياتٍ تجعلهم يروون القصص. وهي المكان حيث لن تضيع وستشعر بوجودك.
وطبعاً يحق لأي مدينةٍ أن تمتلك عليتها الخاصة التي تجمع فيها الناس لتكون بمثابة غرفة الجلوس للجميع، ولكن ليس كغرفةٍ حقيقية وإنما كقطعةٍ من أرض الأحلام.
ومن الجدير بالذكر أن من أبرز طلاب جامعة Bauhaus المشاركين في إنجاز المشروع Christian Edlinger و Dirk Schultz و Daniel Guishardt. ومن الطريف حقاً أن لكل من شارك في إنجاز العمل شعارهم الغريب الذي يقول بأن ” الانسان بلا عليّةٍ عامة هو مجرد قرد.” ^_^