وداعاً لأجهزة التكييف المزعجة..في منزلٍ مبرَّد مائياً

9

مختبئا ً وبعيداً عن الطريق، يحيط بالموقع حاجز أخضر من الأشجار الناضجة التابعة للأراضي المجاورة، حيث تهبّ النسائم عبره وتكشف في طريقها عن وجهٍ آخر مميز للموقع، فقد جاء هذا المنزل ليلبي رغبة المالك، والذي أراده منزلاً عصرياً يتميز بالبرودة، والذي يراعي المعايير البيئية كأولويةٍ ثابتة، ويكون قادراً في الوقت نفسه على الاستمتاع بالبيئة المحيطة الاستوائية الساحرة.

وامتثالاً لهذه الرغبة التي قلبت قواعد التخطيط السكنية التقليدية في منطقة Bukit Timah في سنغافورة رأساً على عقب، فقد تم تخصيص أحد الأجنحة في الطابق الثاني ليشغل غرفة المعيشة الرئيسية وغرفة الدراسة، كنتيجةٍ لتقدير البيئة الطبيعية المحيطة وبهدف توسعة العمق البصري والمسافة، حيث تعمّد فريق العمل في شركة Wallflower Architecture + Design للعمارة والتصميم تصميم المنزل مصحوباً بانغلاقٍ بسيط وهيكل مدعمٍ وذلك لتحقيق أقصى قدر من الارتفاع.

أما زوار منزل Water-Cooled House فيمكنهم الصعود نحو جناح المعيشة في الأعلى، بواسطة الدرج اللولبي في الأسفل داخل بهو المدخل، حيث يسترعي انتباهم مشاهد خضراء قادمة من الفتحة الكبيرة الدائرية التي تربط بهو المدخل مع الجناح في الأعلى.

كما ويتميز المنزل الاستثنائي بوجود بركةٍ مظلمة انعكاسية تحيط بالجناح، والتي من شأنها المساهمة في إثراء تجربة العزلة والخصوصية، ويمكن للطيور الهبوط من خلال الملقف الموجود فوق البركة، الأمر الذي يدعم اتحاد المنزل والبيئة المحيطة، فقد تم تصميم هذه البركة لعزل غرفة الطعام وغرف النوم والمساحات الأسرية حرارياً عن أشعة الشمس، وتعديل درجة الحرارة المتفاوتة داخل المنزل.

ففي الطابق الأول، تمت إضاءة المساحات الخدمية والسكنية بضوءٍ طويل ومتتابع إلى جانب تهويتها بشكل ٍجيد، وتقع هذه المساحات بالتوازي مع بركة koi الخارجية على الطراز الياباني ، في حين يشغل الممر إحدى جانبي البركة والذي يقود إلى غرف النوم، ويحجب في الوقت نفسه مساحات الخدمة الرئيسية، والتي تقع بدورها خلف جدار الممر.

وكما هي الحال في الطابق الثاني، يلاحظ زائري المنزل المميز بالصعود إلى الطابق الأول بركة koi أيضاً، والتي تمّ تصميمها لتأمين التبريد الكامل لكامل غرف ومساحات هذا الطابق، بينما تجري نسائم الهواء المنعشة عبر الممر لتكمل مسيرها نحو كافة غرف الطابق الأول.

وبالحديث أكثر عن بركة koi الساحرة، فقد تم تصميمها بطول 30 متراً وبعرض مترين لتشغل حوالي 60 م2 من داخل المنزل وتقوم بنشر تلك النسائم التي من شأنها تبريد كافة أرجاء المنزل.

وكإشارةٍ إلى الدور البارز التي تلعبه المياه في منزل Water-Cooled House، نلاحظ وجود ملقفٍ دائري في البركة يقوم بتسليط الضوء على المدخل الرئيسي للمنزل، حيث يتم تبريد دائرة الشمس من خلال المياه إلى الأعلى والتي تقوم بكسرحدّة الشمس القوية.

وأخيراً يمكننا بالنظر إلى صور منزل Water-Cooled House إضافة تقنية جديدة للتبريد بواسطة برك المياه على قائمة التقنيات المعمارية المبتكرة، لعلّنا نستريح من أعباء أجهزة التكييف ومشاكلها، ومن يعلم ربما بات في كل منزلٍ بركة في المستقبل!

إقرأ ايضًا