لوحات إعلانية ومظلات قديمة في تحفةٍ سكنية هولندية

7

قد يبدو من النظرة الأولى منزلاً جميلاً ككل المنازل، ولكن في الحقيقة يتميز هذا المنزل الهولندي الذي جاء بتوقيع شركة 2012architects المعمارية باستفادته من المواد المستعادة والمكررة محلياً من موقعٍ ممتد بنصف قطر قدره تسع أميال محيطٍ بالمبنى، إذ يتحرى هذا التصميم إمكانيات تقديم تصريحٍ معماري أنيق عبر استخدام مواد مكررة ومستعادة.

ولا يمكننا أن نكمل خبرنا عن هذا المنزل دون أن ننوه لقيام المصممين بإعادة تدوير قرابة الـ 60% من المواد المستخدمة في الكسوة الخارجية، وتقريباً 90% من المواد المستخدمة في المساحات الداخلية ضمن عمليةٍ أسموها “ريسايكليسيتي” وهي كلمة تجمع كلمتي “ستي” أو مدينة مع كلمة “ريسايكل” أي إعادة تدوير.

وعلى عكس معظم المشاريع التي تبدأ أولاً بالتصميم، بدأ مشروع فيلا ويلبيلو هذا بكومةٍ من المواد المرمية المستعادة محلياً من المصانع والمخازن، هذا بالإضافة لاستخدام فريق عمل المشروع خدمة غوغل إريث Google Earth على شبكة الإنترنت لإيجاد المباني المهجورة في الجوار في منطقة إنشيدي, حيث من جاء إطار المنزل مصنوعاً من الفولاذ المستعاد من الآلات المستعملة في مصنع نسيجٍ قديم.

أما عن الكسوة الخارجية فقد اعتمدت على ألواحٍ معاد تصنيعها تم أخذها من 600 بكرة للأسلاك, تمت معالجتها حرارياً ضمن عمليةٍ تدعى “بلاتو” لتصبح مقاومة لعوامل الطقس, وبحيث تحافظ هذه الكسوة النظيفة على أصولها المتواضعة.

لابد من الإشارة هنا إلى أن المساحات الداخلية لا تقل جماليةً عن الكسوة الخارجية، إذ يعج المنزل بكنوزٍ نفيسة من المواد المعاد استخدامها؛ كاللافتات الإعلانية التي تحولت هنا إلى خزائن تكشف عن مصدرها عند فتح دروجها. ولإضفاء المزيد من التميز الطريف في هذا التصميم، طلب المعماريون من سكان البلدة رمي مظلاتهم المكسورة, ليتم استخدام قضبانها إلى تجهيزات إضاءة بتوتر منخفض.

وعلى عكس معظم المشاريع المعتمدة على المواد المعاد تكريرها، حرص المعماريون أثناء تصميمهم على عدم إخفاء أصول المواد المستخدمة؛ إذ يتخذ التصميم مقاربةً كلاسيكية حديثة بمساحاتٍ بسيطة أنيقة منتشرة في كل مكان.

وبالنسبة لضوء النهار، فقد ملأ أرجاء المكان الغني بالمساحات البيضاء والخزن المبنية في الجدارن ومنصات التنزه التي تجعل جميعها من المنزل أكثر قابلية للمعيشة.

*أين تكمن الأهمية في ذلك؟

إن إعادة تدوير واستخدام مواد البناء تساهم بشكلٍ هائل في التقليل من كميات النفايات والضغظ على المصادر الطبيعية ومصادر البيئة، فالتصاميم الفريدة والديناميكية تنتج عن دمج المواد المكررة في المبنى المطلوب مقدمةً هويةً مميزةً للمبنى بمجمله.

إقرأ ايضًا