معجزات “العمارة المحوسبة”

8

ورق مقوى دون أية مادة لاصقة + سرعة التصنيع + رخص التكلفة + سهولة النقل + صداقة البيئة… يبدو الأمر أشبه بمعجزة.

لكن مايكل هانسمير استطاع أن يقلب هذه المعادلة رأساً على عقب، ضارباً كل قوانين البساطة عرض الحائط بمجموعته الخارقة من الأعمدة الدورية المصنوعة من الورق المقوى، والتي أنجزها بسرعةٍ مذهلة بالاستعانة بتقنيات “العمارة المحوسبة”.

أما عن طريقة تصنيع هذه الأعمدة المعقدة فهي من خلال الاستعانة ببرامج محوسبة وتقسيم لوغاريثم أدى إلى الحصول على أوجه متعددة يترواح عددها بين 8 و 16 مليون سطح، تم العمل عليها لخلق تفاصيل مبهرة كان من شأنها أن تخدع الناس، حيث بدت النماذج الحقيقية وكأنها رسوم حاسوبية مرندرة…

ولكن كيف يتوصل المرء لشكلٍ يتألف من حوالي 16 مليون وجه؟؟!

قد يكون أول ما قد يتبادر لأذهانكم استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ولكن ووفقاً لهانسمير، تبلغ “عمارته الحاسوبية” حداً من التعقيد يتعذر حتى على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد…

فقد قرر هانسمير سلوك طريقٍ مختلفٍ تماماً؛ قد يبدو لكم مبتدئاً للوهلة الأولى، لكنكم ستكتشفون عبقريته الحقيقية إذا ما أعدتم النظر فيه؛ حيث يقوم في البداية بقطع نموذجه لآلاف المقاطع العرضية التي توصل إليها من خلال قطع الورق المقوى بواسطة الليزر ليكدسها فيما بعد فوق بعضها البعض.

وهكذا يظهر النموذج بالغ التعقيد وكثير التفاصيل في الوقت الذي تكون فيه كل واحدةٍ من المقاطع العرضية بالغة البساطة، فصدّقوا أو لا تصدّقوا، لم يستغرق عمل الآلات الثلاثة المتزامن لقطع كل الشرائح سوى خمس عشرة ساعة من الوقت وبكلفةٍ زهيدة بلغت 1500 دولار فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مثل هذه العملية كانت لتأخذ أشهر إذا ما تم تطبيقها باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، هذا بغض النظر عن التكلفة التي ستحتاجها.

هنا يعلّق هانسمير على طريقة التصنيع وأهميتها في تسهيل عمليات النقل، إذ يقول “بمجرد فك الشرائح المكدسة عن بعضها البعض ستتمكن من نقلها بسهولة.”

الأهم من هذا وذاك، أن هانسمير لن يتوقف عند هذا الحد من الإبداع والابتكار، إذ يريد أن يطور تجربته هذه باستخدام مواد أثقل، بهدف البدء ببناء كتل فعلية باستخدام “العمارة المحوسبة”.

أما أخيراً وفيما يخص صداقة البيئة فلا تقلقوا أبداً، إذ يمكن إعادة تدوير كافة الورق المقوى المستخدم الذي لم يحتج لأية مادة لاصقة تفسده خلال العمل، حيث يقول هانسمير هنا “بمجرد وضع الشرائح فوق المراكز يثبت العمود نفسه تلقائياً.”

إقرأ ايضًا