برج الصبار

10

تعود هذه الصورة لإحدى المباني الصناعية التي شيدت في الأربعينيات، والتي صُبت فيما مضى من جدرانٍ إسمنتية حالها كحال المباني الشائعة في تلك الفترة، ليتم تظليلها فيما بعد بدعاماتٍ خشبية منحنية، إلى جانب تشييد إطار فولاذي كبير بارتفاع خمسين قدماً تطوقه ألواح معدنية مضلعة خارج المخزن القديم، ولكن اليوم تمت تعرية المبنى القديم ليكشف ذلك عن كتلة فولاذية آيلة للسقوط وجدارٍ إسمنتي داعم، في محاولةٍ من فريق إيريك أوين موس إعادة استخدام المبنى من جديد وخلق مساحة خارجية للاجتماع.

ولكن من أين أتت يا ترى تسمية البرج؟

ببساطة قام فريق العمل بتثبيت “كتلة خضراء” وسط البرج في الأعلى، مما أدى إلى ظهور ما يشبه المظلة، حيث تتيح هذه المظلة لمن يفد إلى المبنى في الأسفل مساحةً لمزاولة النشاطات الخارجية أو ببساطة الاسترخاء، وتتألف الكتلة الجديدة من 28 حوض فولاذي تم رصفها في ست خطوط متوازية تمتد من الشرق إلى الغرب، بمعدل خمسة أحواض في كل خط، كما وتظلل أحواض الصبار هذه مجموعة من الدعامات تمتد بدورها من حافة الكتلة الفولاذية القديمة الأولى إلى الحافة الأخرى.

هنا يجدر بنا التنويه إلى أنه ولدى النظر إلى الأحواض من الأسفل يمكنكم ملاحظة الشقوق التي تتخللها، والتي يتنوع عمقها في كل حوضٍ حسب موضعه، فتلك التي تقع على محيط الكتلة تحظى بشقوقٍ أعمق من غيرها، على نقيض تلك التي تقع في الوسط.

أما ولسقاية أحواض الصبار من الأعلى، فقد تم رفد الكتلة بسلمٍ خاص، مع الأخذ بعين الاعتبار هنا قيام المصممين بترك الوسط فارغاً بمساحة تعادل حجم حوضين، للسماح لأشعة الشمس بالنفوذ إلى مساحة الاجتماع وخاصةً عند الظهيرة.

كما تم تشييد استديو آخر كبير ولكن متعدد الوظائف من الدعامات المعدنية، حيث تم لاحقاً تطويقه بقماشٍ عازل قبل حشره في كتلةٍ تبلغ مساحتها 30 ألف قدم تربيعي، لتحيط بهذا المرفق مجموعة من المرافق المغلقة والمفتوحة المعدة للاجتماعات، حيث يمكن للعامة الاجتماع ببعضهم البعض هنا وتناول الطعام أو حتى الاسترخاء، ويكفي للوصول إلى هنا تجاوز إحدى الأبواب الزجاجية الثلاثة المقحمة في الكتلة الإسمنتية القائمة.

أخيراً ونتيجةً لارتفاعه، يمكن رؤية برج الصبار من مسافة بعيدة، حيث يظهر بمثابة رمزٍ للجفاف التي تتعرض له المساحات الخضراء غربي لوس أنجلوس، ليتمكن هذا البرج من التحوّل بغض النظر عن المساحة الخارجية، إلى رسالة توعية للحفاظ على الخضرة.

إقرأ ايضًا