“تلال الصين”: مدن المستقبل الخضراء

11

بهدف الدمج بين المدينة والزراعة وإنتاج الطاقة، صممت شركة MVRDV الهولندية للعمارة نموذجاً تصورياً لمدينةٍ مستقبليةٍ تتميز بمبانٍ مدرَّجةٍ تبدو شبيهةً بالجبال، وهو الآن يُعرَض في مركز بكين للفنون تحت اسم “تلال الصين”.

في يوم السبت الموافق لـِ 28 تشرين الثاني، سيفتتح مركز بكين للفنون معرض “المشاريع الخضراء 2، المدينة ثلاثية الأبعاد: الصين المستقبلية” مقدماً أعمال كلٍّ من باولو سوليري و MVRDV. عدا عن أنه سيقام منتدى خاص بالمعرض في هذا التاريخ، ليستمر المعرض في استقبال الزوار حتى يوم الجمعة الموافق لـِ 28 شباط 2011.

يتجسد الجزء الأهم في تركيب “تلال الصين” من تصميم MVRDV الهولندية وهو عبارة عن نموذج متسلسل من مدينةٍ صينيةٍ مستقبليةٍ تقدم بدائل لتطور المدن الحالي في الصين.

وعلى موقعٍ افتراضي ممتدٍ على 1×1×0,5 كلم، تقدم الخطة مساحةً لاستيعاب ما يصل إلى 100,000 ساكن، بالإضافة إلى مزيجٍ متوازنٍ من البرنامج العمراني والطبيعة والزراعة وإنتاج الطاقة، وجميعها على شكل سلسلة جبالٍ صينيةٍ، يمكن تنفيذها من خلال استخدام أحدث تقنيات العصر.

إلى خلفية المشروع وأسباب التفكير به، فهي نابعة من حقيقة أن عام 2008 يحدد الانتقال العالمي التاريخي من وجود أغلبية التعداد السكاني في الريف إلى تحول الأغلبية من السكان إلى المدن. ففي السنوات العشرين الأخيرة، أدى النمو الاقتصادي الهائل في الصين إلى تطور كبير للمدن. وعلى الرغم من حجمها المؤثر، إلا أن معظم هذه التطورات العمرانية رتيبةً نوعاً ما وتعتمد على المصادر الخارجية.

وبينما ينمو التعداد السكاني المدني سيتطلب البرنامج اللازم مساحةً أكبر من تلك الأرض المناسبة المتوفرة حالياً. لهذا السبب، تتصور شركة MVRDV في هذا المعرض الاحتمالات التي يقدمها هذا الواقع.

فكانت النتيجة أن تدرَّجت هذه المدينة لتقدم مساحةً فعالةً مُنارةً طبيعياً من أجل تأمين الزرع وإنتاج الطاقة اللازمة، مما يقود إلى إيجاد مناطق جذابة قابلة للحياة في ناطحات سحاب. وهكذا تظهر أبراجٌ مدرَّجةٌ ذات تنوعٍ غنيٍّ من الشخصيات والسمات. وقد تم تخصيص المساحات الداخلية من هذه “التلال” لاستيعاب المساحات المخصصة لبيع التجزئة والصناعة والترفيه والتقنية.

خلال إدخال هذه “التلال” الجديدة في قلب وحول المدن الحالية، تظهر سلسلة جبالٍ صينيةٍ حقيقية. فيؤدي هذا بدوره إلى المزج بين التفرد والمسؤوليات الجماعية، كما يربط العمارة مع التمدُّن ويحول المدينة إلى عمارةٍ ذات مساحةٍ غنيةٍ بالمناظر الطبيعية.

بالإضافة إلى هذا، يقدم مركز بكين للفنون، بالتعاون مع مطور المشروع “شركة الاستثمار المتحدة لمدينة بكين ثلاثية الأبعاد”، مشروعاً باسم “المدينة ثلاثية الأبعاد” بُذِلَت فيه جهودٌ جماعيةٌ اشترك فيها أهم المعماريون والفنانون من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الخبراء المحليون والعالميون والباحثون في التخطيط العمراني وبيئة المدن وصانعو القرار من الحكومة والمقاولون. حيث تمت تسوية هذا المشروع لتصوّر بيئة معيشةٍ حيويةٍ مثاليةٍ وبيئةٍ عمرانيةٍ مستقبليةٍ مثاليةٍ كذلك.

أما الهدف الأسمى من المشروع كله، فهو طرح قضية استنزاف الأراضي وموارد الطاقة. بالإضافة إلى تحويله إلى مشروعٍ تنويريٍّ يمكن أن يشكِّل مصدر إلهامٍ قويٍّ لبرامج التخطيط العمراني المستقبلية، إلى أن يصبح عاملاً منعشاً ومحفزاً على الإصلاح الاجتماعي.

إقرأ ايضًا