“النساء، الحرب، السلام”: شعار متحفٍ حربي تحت الأرض في بريطانيا

6

مُنِحت Charlotte Wilson خريجة جامعة Leeds العواصمية في لندن جائزة “الأفضل في العرض” في معرض لندن للخريجين بعنوان Free Range (النطاق الحر) لهذا العام بفضل اقتراحها بتحويل أحد الملاجئ إلى متحف.

فقد تم بناء ملجأ RAF Bempton -في يوركشاير في المملكة المتحدة- في قلب جانب منحدر، والآن سيتم تحويله إلى متحف للاحتفال بدور المرأة الفعال أثناء الحرب.

حيث سيتم حفر الملجأ في العديد من المناطق للكشف عن جدرانه التي تبلغ سماكتها 3 أمتار وخلق سلسلةٍ من الفناءات المفتوحة على الهواء الطلق. كما سيمتلك سقفٌ مزججٌ فوق أحد الأقسام ماءاً يتدفق من فوقه وتحت جدارٍ حُفرت عليه أسماء النساء اللاتي لعبن دوراً هاماً أثناء الحروب الماضية. في حين سيبرز جزءٌ من القبو من المنحدر ليخلق منصة مشاهدة فوق البحر.

كما ستكون ثلاثية “النساء، الحرب، السلام” شعاراً رائعاً أطلقته Wilson على متحفها الحربي الجديد مع التركيز الصرف على موضوعي النساء والحرب. ومن ثم سيوضح التجوال داخل المعرض عناصر العاطفة والواقعية والأهوال والشجاعة المرئية والمحسوسة من خلال عيون النساء الذين عايشوا فترة الحرب، سواءً في القتال على الخط الأمامي أم النضال خلف الكواليس. هذا عدا عن كون هذا المتحف يعمل على استنطاق إبداع التعلم من خلال المساحات العاطفية والتجريبية والتفاصيل بشكل عام.

أما من خلال الظهور من الملجأ ومن مساحة حفرته المركزية بالتحديد، توصل اللغة المعمارية سمة التجاور بين كتلة الملجأ الواقية والحامية وموضوعه المتناقض والخطير. فمن خلال هذه العملية، يتم الكشف عن جدران الملجأ التي تبلغ سماكتها 3 أمتار، ومع هذا، يتم خلق الفناءات الخارجية الواقعة تحت الأرض، مما يسمح بالتوقف المؤقت والتأمل عبر جميع مراحل هذه التجربة اللطيفة.

علاوةً على هذا، ستكون هذه التجربة كلها ذات إنارة دائمةٍ على الرغم من إنغماسها في الأرض حيث يخترق الضوء الطبيعي المساحة الواقعة تحت الأرض والمناظر التي يتم الكشف عنها باستمرار وبشكلٍ متزايد.

هذا ويحتضن الملجأ أربعة مراحل رئيسية سنتحدث عنها بالتفصيل، وهي: الماضي والحاضر والتفكير والتذكُّر.

• الماضي: تقع مساحة المعرض الرئيسية ضمن وحول الملجأ مع التركيز الأكبر في الروايات على القصتين المختلفتين “النساء في الحرب” (الموجودة ضمن جدران الملجأ) و”النساء في المنزل” (التي تخرج من الملجأ لخلق مساحات جديدة). وهذا ما يوحي بأن فكرة “النساء في المنزل” تتعلق بقصة “النساء خلف الكواليس” وتدعم قصة “النساء في الحرب” في الوقت ذاته. كما ستضم هذه التجربة قصص النساء ابتداءاً من عام 1914 وحتى عام 2000 عبر محطاتٍ تفاعلية ومساحات المستودعات ومصادر محفوظة في سجلات، بالإضافة إلى التجربة ذات الطبيعة الحميمة التي سيعيشها الزوار. أما في قلب المعرض فيوجد كتلة خطٍ زمني تفاعلي تحتوي على بيئةٍ غريبة غامرة ضمن جدرانها التي تذكر الزوار بـِ “الغياب” أو”الموت”. كما تؤكد هذه الكتلة على وجودها كنقطة جماعية ومكانٍ للتنقيب بعمق في محاولةٍ للحصول على المعلومات.

• الحاضر: تحدث هذه التجربة ضمن مساحات الفناء والسرداب، وهي مخصصةٌ لقصص نساء الحرب من عام 2000 وحتى الوقت الحالي. إذ يتدفق الماء على امتداد سقفٍ مزججٍ، إلى أن يدخل إلى قلب المكان متدفقاً على جدار نُقِشَت عليه أسماء النساء الرائعات، قبل أن يخترق النفق وجه المنحدر ليكشف عن منصة المشاهدة فوق البحر.

• التفكير والتذكُّر: تسمح منصة المشاهدة هذه للزوار بالتفكير بعمق بالمعلومات التي اكتشفوها أثناء تفرُّجهم على البحر. وبما أن هذه المساحة مكشوفة جزئياً، سيبدأ الزوار على الفور بالشعور بإحساسٍ بالحرية بينما يستمعون إلى غناء العصافير المغردة.

وأخيراً، لابد من الإشارة إلى المستقبل، فبعد الارتقاء من الملجأ إلى المستوى الأرضي، يكون الزائر قادراً على النظر إلى الوراء على المساحات الواقعة تحت الأرض بمنظورٍ جديدٍ، بينما يتجولون بحرية على امتداد الموقع. وكما هي العادة، تبقى اللمسات الأجمل حتى النهاية، حيث سترتقي منصة مشاهدة مقترحة إلى السماء، لتسمح بخلق منظرٍ فوق القصة المتفجرة للموقع.

إقرأ ايضًا