كسوة جديدة من أحواض النباتات لأبراج باريس

1

ربما اعتاد نظركم على رؤية الكثير من المباني التي قام سكانها بتزيين شرفاتها بالقليل من النباتات الموضوعة في أوانٍ موزعةٍ هنا وهناك، ولكنكم ربما لم تروا بعد 380 حوض نبات منها مصطفةً على كامل الواجهة لأحد المباني. هذا بالضبط ما يَعِدُ بفعله “برج الزهور” في باريس من تصميم المعماري الفرنسي المحترف والموهوب وفنان الجدار الأخضر Edouard François.

حيث سيكون بإمكان جميع أولئك المارين من جانب هذا البرج السكني رؤيته وهو يستقر خلف جدارٍ من نباتات الخيزران الحيوية الموضوعة في أحواض، جاعلةً المبنى يبدو مثل سياجٍ ضخمٍ أخضر.

من الجدير بالتقدير أن هذا المصمم قد قام بشيءٍ مختلفٍ عن الجدران الحيوية التي انتشرت مؤخراً، والتي تحتاج إلى المضخات والكثير من العناية، فابتكر شيئاً شبيهاً بالجدار الأخضر يُعرَف باسم “الواجهات الخضراء”. ففي هذه التراكيب الأكثر بساطة، ليس هناك حاجة إلى المضخات أو التقنيات المعقدة، لأن النباتات مزروعة في الأرض لتصبح الجدران ناقلةً للنمو.

وعلى الرغم من أن هذا كله يحتاج إلى وقت، أي إلى سبع سنين تقريباً للنمو، إلا أن بعضها مكتمل النمو حالياً، فقد اكتسب المصمم شهرته بسبب واحد منها، ألا وهو “برج الزهور” بأحواضه الضخمة الموجودة على كل شرفة.

وفي تعليقٍ طريفٍ على المشروع، كتب Jonathan Glancey من صحيفة الغارديان (The Guardian) وصفاً يقول فيه بأن هذا البرج “يشبه عرضاً كبيراً من النباتات المعبأة في أوانٍ وهي تغني مع النسيم، لتصبح واحدةً من أفضل الأماكن في باريس”.

بالطبع من السهل جداً رؤية سبب هذه الأهمية الكبيرة المنسوبة إلى المشروع، فعلى الرغم من أن المبنى الحقيقي يتميز بلونين كئيبين رماديين، فإن الخيزران يضيف إثارة مشرقة وحيوية ومنعشة إلى كامل الجزء الخارجي.

ولكم أن تتخيلوا العيش داخل هذه الشقق؟ لا بد أنه أمرٌ شبيهٌ برؤية غابةٍ صغيرةٍ تطلّ من نافذتك كل يوم، مع منظرٍ مبهجٍ لمدينة باريس من الخلف.

فقد تم رصف نباتات الخيزران سريعة النمو وشديدة التحمل في صفوفٍ، مع العلم أنه ليس من الضروري أن تبدو جميعها متباعدة عن بعضها بمسافات متساوية، وإنما تستقر في أوانٍ بيضاء بارتفاع 1,2 متر.

ولكن أكثر ما يجعل المبنى غريباً ومثيراً في مظهره هو أن هذه الأحواض تبدو وكأنها تستقر بشكلٍ غير ثابتٍ على حوافٍ ضيقةٍ من دون حواجز، لتكون جاهزةً للسقوط على الرصيف أو ربما تماماً على رأس أحد المارة الواثقين!

ولكن لا تقلقوا يا سكان باريس وزوارها، فلحسن الحظ، يبقى هذا الخطر وهمياً لأن أواني النبات مغروسةٌ تماماً في قلب الكتلة، لذا لا داعِ للقلق، اذهبوا وتمتعوا بمنظر الواجهة الخضراء الجميلة على “برج الزهور” الرائع.

إقرأ ايضًا