زهرة زنبق عائمة لمواجهة الاحتباس الحراري

ظهرت مؤخراً بعض الحلول العمرانية في مواجهة الاحتباس الحراري الناجم عن تلوث البيئة ونقص المصادر الطبيعية، ومن أبرز هذه الحلول؛ تصميم مدن عائمة مستقلة بحد ذاتها قادرة على مواجهة أخطار الفيضانات، التي من المتوقع أن تهدد الوجود البشري في المستقبل.

فبعد مدينة الحصاد في هاييتي والمدينة الفاضلة في المحيط الهادئ بالقرب من اليابان، تأتي مدينة الزنبق العائمة أو مدينة LILYPAD من تصميم المعماري البلجيكي Vincent Callebaut، لتطرح أمامنا أنموذجاً للمدن العائمة القادرة على استيعاب كافة التغيرات المناخية.

وبغض النظر عن الفكرة الرئيسة الهامة التي تأتي بها هذه المدن على اختلاف تسمياتها وأماكنها، يبقى تصميم Callebaut الأجدر بالتحية، إذ قام بتصميم مدينة LILYPAD وكأنها زهرة زنبقٍ مائية طافية فوق سطح المياه، تصحبها العديد من التقنيات الصديقة للبيئة على أمل خفض انبعاثات المدينة من الكربون، مثل الألوح الشمسية وتلك المولدة للرياح.

ولم يقتصر الأمر حد توليد الطاقة، حيث قام Callebaut بابتكار تقنية فريدة تسمح بمعالجة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وامتصاصه عبر الكسوة المصنوعة من ثاني أكسيد التيتانيوم، مما يؤهل سكان المدينة البالغ عددهم قرابة خمسين ألف شخص، العيش ضمن بيئةٍ صحيةٍ خالية من السموم القاتلة.

كما وتختلف تضاريس هذه المدن الاصطناعية من مدينةٍ لأخرى، لتشترك جميعها بوجود بحيرة اصطناعية وثلاثة سلاسل أشبه بالتلال، مما يجعل الخيارات متاحة أمام السكان لاختيار البقعة التي تستهويهم والسكن بها، إما قرابة الشاطئ أو عائمة حول المحيط… تبحر هذه المدن من خط الاستواء إلى البحار الشمالية أينما ترمي بها الأمواج.

وعلى الرغم من أن هذا المشروع لا يزال واقعاً لم يتحقق بعد، إلا أنه استطاع أن يعطي التصاميم المعمارية في المستقبل وزناً من الآن، حيث طرحت هذه التصاميم حلولاً مبتكرة لمشكلة التغيرات المناخية التي نعاني منها في وقتنا الحاضر.