منزلٌ من البلاستيك يقوم من الأنقاض في السويد

4

صمم مكتب Unit Arkitektur AB السويدي المختص في العمارة منزلاً باسم Plastic House ممتداً على مساحةٍ عامةٍ قدرها 210 متر مربع مع مساحة 105 متر مربع للقبو في مدينة Göteborg السويدية.

وفي منطقة Hjuvik خارج نطاق Göteborg بالتحديد، اشترى الزوجين Anna و Marcus Bohlin عقاراً يحتوي على منزلٍ منفصلٍ قديم. وتعد هذه المنطقة منطقة سكنية حصراً تم تطويرها بشكلٍ كاملٍ على مر السنوات العشرين الماضية بكثافةٍ كبيرةٍ من المنازل.

كما قادها هذا الأمر إلى المفارقة الغريبة بأنه على الرغم من أن جميع السكان انتقلوا إلى هناك من أجل التمتع بمنظر البحر، إلا أنه لم يتمكن أحد منهم من رؤية أي بحر من عقارهم الخاص لأن منزل الجيران القريب يقوم بحجبه.

وهذا ما أدى، بالإضافة إلى نظام البناء السويدي الجديد -الذي ينص على وجوب أن تكون غرفة المطبخ وغرفة المعيشة والحمام وغرفة النوم قابلة للوصول من قِبل المعاقين- إلى الحقيقة المأساوية بأنه على الرغم من قربه من البحر، لا يتمكن معظم الناس من التمتع بمنظر البحر من المساحات التي يقضون فيها معظم أوقات نهارهم -وهي المطبخ وغرفة المعيشة.

فقد أثبتت الحسابات الأولية أن توسيع المنزل الموجود سيكون مكلفاً جداً، وبالتالي تم هدمه كاملاً. هذا وتم الحفاظ على الأساس بحيث يتم تحديد عمق المبنى الجديد. وبما أن الطابق الأرضي يمتلك وضعاً مظلماً وضيقاً في هذه الحالة، كان من المرغوب أن يتم تحويل الطوابق -أي نقل غرفة النوم إلى الأسفل وغرفة المعيشة والمطبخ إلى الأعلى. وقد كان من الممكن أن يتم تحضير شريحة رفع خارج المبنى، إذا ما كان على المنزل أن يتعدل ليتناسب مع حاجات المعاقين في المستقبل.

ومع أن الزبائن أرادوا منزلاً أكبر من الميزانية التي يسمح بها، إلا أنهم تمكنوا حقاً من تحقيق رغبتهم من خلال هندسةٍ شكلية بسيطة واستخدام مواد رخيصة، حيث يتبع الشكل الخارجي لمنطق علبة الأحذية مع جعل التصميم بسيطاً ومستقيماً قدر الإمكان. حيث كان حجم الغرف هو ما يوحي برفاهية وترف المنزل وليس مواد بناء.

هذا وتعكس المواد المستخدمة في الواجهة الأمامية النشاطات المختلفة القائمة داخل المنزل. حيث يضم الطابق الأرضي غرف النوم وأجزاء المساكن الخاصة والمناطق غير المنفعية للمنزل، بعد أن تمت كسوة الواجهات الأمامية على هذا الطابق بواجهات ذات طابعٍ سويدي واضح -كالكسوة المنشورة والمرتبة.

كما تم طلاء هذه الواجهة بمزيج من أجزاءٍ متساويةٍ من زيت التربنتينة وزيت بذر الكتان والقطران، وهي طريقة المعالجة التقليدية الواقية في الساحل الغربي قواربهم الخشبية للنزول على البر. وبالإضافة إلى هذا، يمتلك هذا الطابق موضعاً تقليدياً للنوافذ. أما الطابق الأعلى فهو الجزء الممثل المنزل بكسوةٍ من مواد الواجهة الأمامية المناسبة والممتازة -5 ملم من بلاستيك الأكريليك الأبيض الشفاف أو مادة PMMA. بينما يتم الحصول على المشهد الخلاب بفضل النوافذ الواسعة التي تقدم مناظر شاملة، في حين تقوم شرفةٌ كبيرةٌ ذات هيكل فولاذي قوي وحاجز من القضبان الحديدية الرخيصة بالتعويض عن نقص المساحة الخارجية المرتبطة بغرفة المعيشة.

وبالنسبة للطابق الأرضي، فهو الآخر يمتلك تصميماً قوياً مبنياً حول ممرٍ مستعرضٍ مع مخزن يُمثِّل منطقةً فاصلةً باتجاه الشرق الشمالي. ومن الجهة الأخرى يوجد صف من الغرف كذلك. أما المستوى الأعلى فهو مستوحى من منازل Moore و Kubly -المصمَّمين من قبل Craig Ellwood والمبنيين في الستينيات من هذا القرن- بجدرانها الحرة التي لا يقاطعها سوى الأبواب الانزلاقية في موقعٍ مغلق.

الصنعة والتقنية:

تتألف مواد الواجهة الأمامية للطابق الأعلى من 5 ملم من الصفائح غير الشفافة لزجاج الأكريليك. وقد تم تطوير مادة (PMMA (polymethylmethacrylate أثناء العشرينيات في ألمانيا وتم إحضارها إلى السوق في عام 1933 مع اسم ماركة بليكسي غلاس. وقد تم استخدام هذه المادة أصلاً أثناء الحرب العالمية الثانية في مجموعةٍ متنوعةٍ من التطبيقات العسكرية مثل مناظير الغواصات والخنادق ومصدات الرياح.

حيث تمتلك مادة PMMA درجة اشتعال 460 درجة مئوية وتشكل غاز ثاني أكسيد الكربون والماء أثناء اشتعالها. كما تمتلك أقل من نصف كثافة الزجاج ويتطلب إنتاج كيلو غرام واحد منها حوالي لترين من الزيت. وهي متوازنة فيما يخص الأشعة فوق البنفسجية، مما يجعلها مناسبة للتطبيقات الخارجية.

إلا أن هناك عاملين اثنين يجب أخذهما بعين الاعتبار لدى التصميم باستخدام PMMA. الأول هو التمدد الطولي الشديد لهذه المادة، حيث يقدر أن تتمدد بمقدار 7 ملم في المتر الواحد في مجال درجة حرارة تصميم 100 درجة. وهذا يعني أنه عندما لا يمكنك السماح بالحركة المتواصلة، فأنت محدودٌ بأشكال أو أحجام صفائح صغيرة نسبياً. ثانياً، يعد البلاستيك مادة ذات خواص كهربائية ساكنة، ولهذا يمكنها جذب الجزيئات والتحول إلى مادة قذرة.

وبعد تحري طرائق الربط المتعددة بأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار، تم التوصل مع 3M إلى استنتاج أن الشريط هو الحل الأفضل من وجهة نظرٍ تقنيةٍ وجماليةٍ. فقد تمثلت التقنية المقترحة في ربط الصفائح بالشريط الأكريليكي الإسفنجي مع الأبعاد المطلوبة في العرض والسماكة والاختيار الصحيح لنوع الاسفنج.

وبما أنه لم يكن هناك أي خبرة سابقة لتطبيق الشريط على PMMA، أجرت شركة 3M الأمريكية متعددة الجنسيات -والتي تتخذ مقرها في مينيزوتا وتمتلك شركات في أكثر من 60 بلدٍ مختلف وتوزع منتجاتها المختلفة في أكثر من 200 بلد- تجارب في غرفةٍ حراريةٍ لضمان نجاح الإجراء. حيث يجب أن تبلغ سماكة الشريط ثلث مقدار التمدد الحراري المدروس، وهكذا تم اختيار شريط بسماكة 2 ملم. ومن ثم تم تطبيق الشريط على شريحة فولاذية معالجة سطحياً لأن السطح المكلفن يعتبر غير ثابت مع مرور الزمن.

وعلاوةً على هذا، تم تطبيق صفائح PMMA مباشرةً على الشرائح، لتصبح معتمدة على درجة حرارة المحيط التي يجب أن تكون 15 درجة مئوية على أقل تقدير أثناء وقت التطبيق. ولسوء الحظ -وبسبب الربيع الذي يكون بارداً عادةً في المنطقة- كانت كلفة إبقاء السقالة إلى أن تصبح الحرارة مناسبة عالية جداً. ولهذا السبب، تم تثبيت الصفائح بطريقة تقليدية باستخدام البراغي في بعض الأجزاء.

وبهذه الطريقة، نجد أن شركة Unit Arkitektur AB استطاعت أن تجدد منزلاً كاملاً بأرخص كلفة ممكنة مع عدم إغفال الحفاظ على شكلٍ وتصميمٍ جميلين.

إقرأ ايضًا